الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 14:58 م بتوقيت القدس
تثير مسألة إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير دفاعه، يوآف غالانت، جدلا واسعا في إسرائيل خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة والتصعيد في الشمال.
ويقول مراقبون إن نتنياهو هدد بإقالة غالانت بسبب رفضه توسيع نطاق الحرب في لبنان، لكن يبدو الخلاف الحقيقي بينهما يتعلق بمحاولات غالانت منع سن قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية، في حين يهدد الحريديم بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يتم سن القانون.
غالانت لا يعارض فعليا شن حرب في لبنان، وإنما يسعى لإعطاء فرصة إضافية للجهود الدبلوماسية، بخلاف نتنياهو الذي يعارض فكرة الحرب في لبنان رغم تصريحاته المختلفة. وهكذا تبدو الأمور مع نتنياهو، فتصريحاته تشير إلى اتجاه واحد بينما تكون نواياه في اتجاه آخر.
في بادئ الأمر، كان غالانت يدفع نحو شن حرب في لبنان بينما كان نتنياهو يعارض ذلك، ولهذا تم إدخال بيني غانتس على عجل لينضم إلى الحكومة ويلتزم بموقف نتنياهو المعارض لشن حرب في لبنان.
يرغب نتنياهو في إقالة غالانت الذي يعارض استرتتيجيةالحكومة فيما يتعلق بالحرب في غزة، بالإضافة إلى أن غالانت، كمنافس لنتنياهو، يحوز على دعم واشنطن وثقتها الامر الذي يقلق نتنياهو.
الأهم من ذلك هو أن غالانت يعارض سن قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية، وقام الحريديم بتحديد مهلة لنتنياهو يجب أن تُصادق إما على القانون أو سيُطيح بحكومته.
في رأي نتنياهو، فإن إقالة غالانت ستكون تحت مظلة أمنية ترضي الشارع من جهة وتشكّل اهانة لغالانت من جهة أخرى.
في الوقت نفسه، بتعيين غيدعون ساعر وزيرا للدفاع، يكون قد حل مشكلة الحريديم اذ وافق الاخير على مطالب الحريديم بعد أن أجرى معهم مفاوضات سابقة. ومن المعروف أن ساعر لديه 4 أعضاء في الكنيست، مما يجعله بديلاً جيدًا لبني غانتس الذي يمكن ان يشكل الكثير من المشاكل لنتنياهو.
وبهذه الطريقة، يتخلص نتنياهو من غالانت ويرضي الحريديم، في حين يستمر في حربه في قطاع غزة ويعلن للجمهور أنه بصدد حل مسألة الحدود الشمالية.
حلاً لكل مشاكل نتنياهو قد يأتي من خلال خطوة واحدة في المجال السياسي، ولكن الثمن سيكون على لبنان من خلال التصعيد وتدفيع لبنان ثمن مصالحه السياسية. عجبا!