عدّت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن شهر كانون الثاني/يناير كان صعبا على الفلسطينيين، بعد استشهاد 35 فلسطينيا في عمليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت إلى أن هذا يغذي الرغبة في القيام بعمليات ضد المستوطنين وجيش الاحتلال، وفي ظل الانتشار الكبير للأسلحة في الضفة الغربية فإن عمليات إضافية قد تقع ولن يكون من السهل التعامل معها، وهذا التحدي يفوق التحدي الإيراني الذي نجحت مؤسسة الاحتلال الأمنية في التعامل معه نسبيا.
ولفتت يديعوت، إلى أن يوم الجمعة كان ثقيلا على المؤسسة الأمنية للاحتلال بعد العملية التي نفذها الشاب المقدسي خيري علقم، وأدت لمقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين، وفي هذا السياق يبدو أن الفشل في الوصول إلى المنفذين المفترضين غير المنتمين للفصائل الفلسطينية هو بمنزلة معضلة مزمنة.
وتقول الصحيفة، إن المنظومة الأمنية لدى الاحتلال تعمل في عدة ساحات من بينها جنين التي عملت قوات من جيش الاحتلال بداخلها يوم الخميس الماضي ضد خلية عسكرية للجهاد الإسلامي، وهو ما تسبب بدخول غزة أيضا لخط المواجهة بإطلاق عدد من الصواريخ.
وأضافت الصحيفة أن الأيام الماضية، هي بمنزلة إشارة واضحة على التحديات الأمنية غير العادية في خمس مناطق مختلفة: إيران، سوريا، الضفة الغربية، غزة والقدس، وكل هذه الساحات حساسة وتتطلب معالجة ذكية ومعقدة.
وأشارت إلى أنه من المثير الحديث عن هجوم منسوب إلى “الموساد” في إيران، على منشأة في مدينة أصفهان تستخدم لتطوير وإنتاج الصواريخ، لكن الحدث الأكثر أهمية، بالنسبة للجيش الإسرائيلي، هو في الواقع اختتام المناورة المشتركة مع الأمريكيين، “بازلت أوكس”، التي انتهت يوم الخميس، وتعد أكبر مناورة أجراها الجيشان معا، وشارك فيها 6500 ضابط وجندي.
وبحسب الصحيفة، المناورة هي محاكاة لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وقد تعاملت القوات الجوية مع سيناريوهات مختلفة بمشاركة طائرات مقاتلة وطائرات نقل وطائرات تزود بالوقود وطائرات إنقاذ وطائرات بدون طيار وطائرات استطلاع وقاذفات أمريكية ثقيلة من طراز B52.
وأفادت الصحيفة أن الجيشين الأمريكي والإسرائيلي استخدما في المناورة قدرات حديثة متطورة، ولقد طورت إسرائيل بشكل كبير قدراتها لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وإذا شارك الأمريكيون في الهجوم على المنشآت الإيرانية بشكل فعلي، فيمكن التقدير أن القوات الجوية ستنجح في مهمتها.
ضابط إسرائيلي كبير شارك في المناورة قال لصحيفة يديعوت أحرونوت إنها دراما حقيقية، والاستعداد للنشاط المحتمل في إيران قد تم تحديثه بشكل كبير، وهذا التطور مهم لأن الإيرانيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى إلى القنبلة النووية، وخطة الهجوم يجب أن تكون ذات مصداقية وواقعية.
وفي الأيام الأخيرة زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، تل أبيب، ووصل كذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي شدد قائلاً: “لقد اتفقنا على أن إيران يجب ألا تحصل على أسلحة نووية”.
وزعمت الصحيفة أنه في السياق العسكري الإيراني ومحاولات تأسيس بنية تحتية عسكرية في الفضاء الإقليمي، تُظهر منظومة الاحتلال الأمنية جدية في مواصلة منع تطوير ونقل الأسلحة وبناء المراكز الإيرانية في سوريا وكذلك في إيران نفسها، حيث تهاجم دولة الاحتلال بين الفينة والأخرى مراكز ومواقع ومنشآت عسكرية داخل إيران وخارجها.