أكد الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، أن فكر ورؤية المرحوم العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حول قضية فلسطين وسائر قضايا الأمة دائمة ولها ثمارها مع الأيام، حتى لو غاب شخصه عن الدنيا.

وأضاف الشيخ رائد صلاح في لقاء مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، مساء الاثنين، أن “ما ميز خطاب المرحوم الشيخ يوسف القرضاوي حول قضية فلسطين، هو روح التفاؤل مؤكدا أنَّ قضية فلسطين هي قضية منتصرة، والقدس قضية منتصرة، والمسجد الأقصى قضية منتصرة، رغم كل ما تواجه من ظروف القهر والعدوان”.

وأردف “إلى جانب ذلك حاول الشيخ القرضاوي أن يجعل من هذه القضية محورا تلتقي عليه كل أبعادنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، في رؤية واحدة تجعل من الشعوب، شعبا واحدا، وإرادة واحدة، وبوصلة واحدة نحو القدس والمسجد الأقصى المباركين”، مشيرا إلى أنه “بهذه الرؤية أبدع الشيخ القرضاوي رحمة الله عليه. وإن مات شخصا إلا أن فكره ورؤيته دائمة ولها ثمارها مع الأيام”.

حول أهمية علماء مثل القرضاوي، قال الشيخ رائد صلاح “هم الروح، لولا خطاب العلماء لماتت القضية الفلسطينية، ماتت قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، لولا هذا الخطاب كيف ستستيقظ الأمَّة الإسلامية على هذا البعد الذي اسمه القدس أرض الاسراء والمعراج والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين. كيف ستستقبل الأمة الإسلامية هذه القضية على اعتبار انها قضيتها، لولا خطاب هؤلاء العلماء. لعل انعدام هذا الخطاب كان سيؤدي إلى أن تنظر الأمة الإسلامية إلى قضية فلسطين كنظرها إلى أي قضية أخرى في الأرض، كأنها في افريقيا أو أوروبا، ولكن بفضل خطاب العلماء نجد أنَّ هذه الرؤية الوحدوية الذاتية، انتماء كل مسلم لهذه القضية باعتبار أنها قضيته من الدرجة الأولى، ما كان ليتحقق ذلك لولا خطاب العلماء”.

وعن علاقته بالعلّامة الراحل، أوضح الشيخ صلاح أنها مرت بمرحلتين، الأولى تميزت بكثرة اللقاءات وتعددها في مؤتمرات عالمية حول القضايا الإسلامية مثل البوسنة والهرسك والقدس. أما المرحلة الثانية، فغلب عليها عدم التواصل بسبب القوانين الإسرائيلية التي كانت تنظر إلى الشيخ القرضاوي بتصنيفه أحد الخصوم الكبار لإسرائيل، وتحظر التواصل معه، مضيفا “في المرحلة الثانية منعت من الحديث معه. لمّا تمّ اعتقالي عام 2003 في ملف رهائن الأقصى، كانت إحدى التهم انني قلت للشيخ القرضاوي “كل عام وانت بخير” في أحد الأعياد. هذه تحولت الى تهمة”.