انتقد السيناتور الأمريكي الديمقراطي بيرني ساندرز، سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها بلاده في التعامل بمبدأ “مونرو”، في ما يتعلق بالحرب الروسية-الأوكرانية، مؤكدا أن واشنطن تمنح نفسها ما لا تقبل أن يمارسه غيرها.
ومبدأ “مونرو” بيان أعلنه الرئيس الأمريكي جيمس مونرو، في رسالة سلّمها للكونغرس الأمريكي عام 1823م، ونادى مبدأ مونرو بضمان استقلال كلِّ دول نصف الكرة الغربي ضد التدخل الأوروبي بغرض اضطهادهم، أو التّدخّل في تقرير مصيرهم.
ويرى ساندرس في كلمة له أمام الكونغرس، الجمعة، أن الغزو الروسي لأوكرانيا “مشروع” وفق وجهة النظر الأمريكية، وتطبيقها لمبدأ “مونرو”، وذلك بهدف الحفاظ على أمنها القومي بعد أن استشعر الروس الخطر على حدودهم، منبهاً إلى أن الولايات المتحدة كانت ستتخذ ذات الإجراء لو كان الأمر يتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
وقال ساندرز: “قد يكون بوتين كاذبا ويسعى لجذب الناس عن طريق وعود كاذبة، لكن من النفاق أن تقول الولايات المتحدة إنها لا تقبل مبدأ محيط التأثير”.
وتابع: “في المائتي عام الأخيرة كانت بلادنا تعمل وفق مبدأ مونرو، ويتلخص في أنه باعتبار الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة في نصف الكرة الغربي فإن للولايات المتحدة حق التدخل في أي دولة يمكن أن تهدد مصالحنا المزعومة. هذه سياسة أمريكية، ووفقا لهذه العقيدة فإن الولايات المتحدة قوضت وأزاحت الحكام في عشر دول على الأقل”.
وذكر أن الولايات المتحدة كانت على وشك حرب نووية مع الاتحاد السوفييتي عام 1962 بسبب وضع صواريخ سوفييتية في كوبا على بعد 90 ميلا من سواحلنا، وحينها رأت إدارة كنيدي أن ذلك تهديد غير مقبول للأمن القومي، وقلنا إنه من غير المقبول أن يكون لدولة عدو تواجد عسكري مهم على بعد 90 ميلا من سواحلنا.
وشدد ساندرز على أن “عقيدة مونرو ليست تاريخا غابرا.. ففي 2018 قال وزير خارجية ترامب ريكس تيلرسون إن عقيدة مونرو صالحة اليوم كما كانت يوم كتابتها. وفي 2019 قال جون بولتون مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب إن عقيدة مونرو حية وبصحة جيدة”.
وتساءل بالقول: “هل تعتقدون أن الولايات المتحدة لن تقول شيئا إذا أرادت المكسيك أو كوبا تشكيل تحالف مع دولة خصم للولايات المتحدة؟ هل تعتقدون أن أعضاء الكونغرس سيقولون: حسنا، المكسيك دولة مستقلة ولها الحق في القيام بأي شيء تريده؟”، وأجاب بالقول: “أشك في ذلك”.
وختم بالقول: “إن حقيقة دخول الولايات المتحدة وأوكرانيا في علاقة أمنية أعمق قد تؤدي إلى تكاليف جدية بين البلدين”.