قالت قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية إن الهجوم الذي استهدف ميناء اللاذقية التجاري غربي سوريا فجر أمس الثلاثاء؛ هو ضرب أسلحة متطورة مهربة من إيران عن طريق البحر.

وأضافت القناة مساء أمس أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الهجوم استهدف صواريخ كروز أو طائرات مسيرة انتحارية، وأشارت إلى أن هذا هو الهجوم العاشر المنسوب لإسرائيل في سوريا خلال شهر ونصف، والأول ضد أهداف في الميناء نفسه.

ولفتت أن الهجوم على ميناء اللاذقية -وكذلك باقي الهجمات السابقة المنسوبة لإسرائيل- تعكس جهدا إسرائيليا لمحاولة دق إسفين بين رئيس النظام السوري (بشار) الأسد والإيرانيين، نظرا لأن الأسد ربما لم يكن على علم بشحنة الأسلحة الإيرانية.

ووفق القناة، فإن الهدف من الجانب الإسرائيلي هو محاولة إحراج الأسد، وإظهار الثمن الذي يدفعه مقابل التعاون مع الإيرانيين.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” نقلت فجر أمس عن مصدر عسكري سوري أن “العدو الإسرائيلي نفذ عدوانا جويا بعدة صواريخ من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية مستهدفا ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري”.

من جهته أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح أمس أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت “بشكل مباشر شحنة أسلحة إيرانية في ساحة الحاويات” داخل المرفأ، ما أدى إلى “انفجارات عنيفة وخلّف خسائر مادية فادحة”، من دون “توثيق خسائر بشرية حتى الآن”.

وقال مصدر مطلع على عمليات المرفأ إن هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل المرفأ الواقع على ساحل البحر المتوسط. وأضاف المصدر أن مرفأ اللاذقية -وهو الميناء التجاري الرئيسي في سوريا- تصله كمية كبيرة من الشحنات الواردة من إيران.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل التي نادرا ما تؤكّد تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وكثفت إسرائيل مؤخرا وتيرة ضرباتها في سوريا، إذ أدى قصف في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى مقتل 5 أشخاص بينهم 3 جنود سوريين، وفق حصيلة للمرصد.

وأصيب جنديان سوريان بجروح في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي السوري.

وفي الثالث من الشهر ذاته، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب مصادر حقوقية سورية.

وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتل 5 مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطا عدة في ريف دمشق، وفق المرصد السوري الذي وثق أيضا مقتل 9 مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي، وأفادت دمشق في حينه مقتل جندي سوري.