رسالة رقم (1): ” دعوة لكل ظالم بالعودة إلى الله”
أيها القاتل: “إذا انفلت من عقوبة قانون الأرض فلن تفلت من عقوبة ربّ السّماء”
الحمدُ لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيدنا محمّد المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
قد تكون دعوة مستغربة لأنّه ما اعتدنا على سماعها من قبل ولكن القرآن الكريم وجّه النّداء والدّعوة في مواضع عديدة للظالمين قتلة ومفسدين ومجرمين بالعودة والتوبة إلى الله تعالى.
ومن هنا نوجهها رسالة ربانية سماوية لكل من رفع علينا السلاح ولكل من عاث في الأرض الفساد ولكل من أخاف وروّع وظلم ويتم الأطفال وسلب منهم البسمة وهدم الأسرة وعذّب الأم الثكلى وأغار جرح الأب الثّاكل وكسر جناح الأرملة.
لقد ارتكبتم جريمة شرعية وإنسانية بالتعدي على الحرمات والاستهانة بإراقة الدّماء وأنكم بذلك قد أعلنتم الحرب على الجبار سبحانه وتعالى الذي توعد القاتل بقوله:
“ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا”
واعلموا أنّكم إن استطعتم الانفلات من قانون الأرض بسبب تخاذل المؤسسة بكل أذرعها فإنّه لم تنفلتوا من عقوبة الله تعالى وجزائه.
قال الله تعالى:
“ولا تَحْسَبَنَّ الله غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره: “هي وعيد للظالم وتعزية للمظلوم”.
فالفرصة للتصالح مع الله تعالى والإصلاح والتغيير للأفضل ما زالت مفتوحة أمامكم ولا تعطوا الفرصة للمؤسسة الظالمة لئن تكونوا بيدها أداة إفساد وفساد لمجتمعاتكم وأهلكم.
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) الفرقان/ 68 – 71 .
“اللهم تداركنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين”
أد. مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني (48)