الاثنين 21 سبتمبر 2020 15:58 م بتوقيت القدس
مع اعلان الاغلاق للمرة الثانية في البلاد خلال الاشهر الاخيرة في ظل تفشي فيروس الكورونا مجددا، يفرض الواقع الحالي علينا تحديات جديدة كأهل وأرباب الاسر أهمها قضية امان الاولاد وتقليص احتمال وقوع الاصابات المنزلية وضمان مواظبتهم على انجاز المهمات التعليمية من جهة، وتأمين احتياجات العائلة من طعام وشراب وانجاز المهمات المطلوبة من الاهل عبر الحاسوب ضمن العمل عن بُعد. وتتميز الفترة الحالية التي نعيشها باستعمالنا لأدوات ومنتجات فرضها علينا فيروس الكورونا، لم نكن نعهدها من قبل، خاصة إذا كان الحديث عن الكمامة والكحول المعقّم. وكانت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد قد رصدت خلال الفترة الاخيرة ازدياد حالات اصابات الاولاد جراء استعمال الكحول المعقم (ألكوجيل) حيث تم التبليغ عن اصابات لعيون الأولاد. من هنا ولتحذير الأهل ومنعا لتكرار مثل هذه الحالات، أجرينا حديثا مع د. منال حيدر؛ المتخصصة في قسم العيون في مستشفى الجليل – نهاريا، حيث سألناها عن هذه الظاهرة.
من جهتها أكدت حيدر قائلة:" ان هنالك ارتفاع في عدد الاطفال العرب المتوجهين لقسم طوارئ العيون بسبب دخول مادة الألكوجيل في العينين في ظل ازدياد استعمال هذه المادة وتواجدها في كل مكان وسهولة الوصول اليه من قبل الاطفال مما قد يؤدي الى ما نسميه حروق كيماوية في العيون، لاسيما في القسم الامامي للعين مما يتسبب بضرر للحمية العين والقرنية ، الضرر ممكن انو يكون طفيف، اي مجرد احمرار باللحمية وشعور بالحروق البسيطة، وممكن ان يكون الضرر خطير وله مضاعفات لا تُحمد عقباها، مثل ضرر وجرح للحميه، مما يعرقل وصول المواد الغذائية الضرورية لقرنيه العين، لأنها عضو لا يحوي على اوردة دموية ولهذا تعتمد اساسا على وصول المواد تلك للحميه، مما يؤدي الى موت الخلايا المتجددة وعدم قدرة القرنية بالتغلب على الحروق الكيماوية وبناء طبقه خلايا جديدة وحيوي وذلك يؤدي لأضرار خطيرة في الرؤية ويمكن ان يحتاج الامر الى زرع قرنيه بحالات الحروق الصعبة التي لم يتم معالجتها بالسرعه الكافية وبالوقت المناسب".
وأضافت ايضا:" ننصح الاهالي للانتباه والارشاد الصحيح لأبنائهم في استعمال المواد المعقمة، وفي حالات معينة يستحسن وضعها في اماكن عالية بعيدا عن متناول ايدي الأطفال. اما في حال حدوث هذه الحروق فيجب غسل العين بالماء وغسل اليدين والامتناع عن لمس العين وعن الحك، وذلك لتقليل الاضرار الناتجة عن هذه المادة الكحولية في داخل العينين، بعدها يجب التوجه مباشرة وخلال وقت قصير لقسم طوارئ العيون".
وفي ظل تواصل الاغلاق ووجود الأولاد والاطفال داخل المنزل في هذه الايام تعرض مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد على الاهل مرة أخرى الطريقة الأمثل التي تضمن لنا كأهل مراقبة الاولاد والبقاء على تواصل مرئي معهم من جهة، وانجاز المهمات اليومية المطلوبة منا كأهل من مكان عملنا. ان هذا الطريقة التي لاقت نجاحا كبيرا في كندا تُشجع على التفكير الابداعي والمرونة ويعتمد على النشاطات والفعاليات، التوقيت، المكان، والمساعدة لتكريسها من أجل تعزيز امان وسلامة الأطفال.
وتوفر هذا الطريقة 5 حلولا ممكنة بهدف بقائنا بالقرب من اولادنا خلال هذه الفترة:
* ملاءمة نشاطاتنا للأطفال - على سبيل المثال، عندما نعمل مقابل الحاسوب، يكون الأطفال الى جانبنا يدرسون يرسمون ويبتكرون. أضف الى ذلك يجب ان ندع الأطفال يساعدون في المهمات والانشطة المنزلية حتى يبقوا على مرأى من الوالدين، مثل ترتيب الألعاب، وإزالة الأطباق من غسالة الصحون، وتجهيز الطاولة لتناول الطعام إلخ.
* ملاءمة جدول عملنا كأهل مع الأطفال - على سبيل المثال، عندما يخلد الاولاد للنوم بإمكان الاهل اجراء لقاءات العمل المحوسبة عن بعد. او بإمكان الاهل تحضير الطعام او القيام بأي عمل آخر لا يتطلب مراقبة الاولاد، في حين انه بالإمكان تنظيم وتجهيز فعاليات رياضية تلاءم الأهل والاطفال على حد سواء.
* ملاءمة البيئة المنزلية للأطفال - على سبيل المثال، نختار منطقة مركزية في المنزل حيث يمكن للأطفال اللعب بحرية وأمان (يمكن إبعاد طاولة الصالون مثلا لتوفير مساحة لعب اوسع، وتغطية الارضية بفراش ناعم). عندما يكون هناك في المنزل أطفال من جهة واولاد أكبر سنا من جهة ثانية، يجب تحديد غرفة معينة يمكن للأولاد الأكبر سنًا اللعب فيها على ان يمنع دخول الاطفال صغار السن اليها خوفا عليهم من العبث بأجزاء الالعاب الصغيرة التي قد تعرض حياتهم للخطر
* تغيير موقع جلوسنا كأهل اثناء عملنا في المنزل بشكل يمكّننا من خلاله مراقبة الاطفال بشكل أكثر دقة ووضوح - على سبيل المثال، تحديد زاوية عمل الام او الاب على ان تكون مشرفة على مكان لعب الاطفال وعلى تواصل بصري مستمر معهم، كما نقوم بطي الغسيل في الصالون او في المكان الذي يتواجد به الاطفال والأولاد للعب.
* نطلب المساعدة - إذا كان كلا الوالدين في المنزل، نقوم بتحديد وتبادل الأدوار بينهما، بحيث يكون أحد الوالدين مسؤولاً عن مراقبة الأطفال ثم نتبادل الادوار. إذا كان هناك أشقاء أكبر سنًا، نطلب منهم المساعدة واللعب مع الصغار ومراقبتهم.