إن ما صدر عن الجنرال غانتس وحزبه (كاحول-لافان) حتى الآن فيه الكفاية حتى يعلم كل عاقل فينا أن غانتس يساوي نتنياهو وكلاهما وجهان لعملة واحدة، وأن حزب غانتس (كاحول-لافان) يساوي حزب نتنياهو الليكود وكلاهما وجهان لعملة واحدة!! فكل من غانتس وحزبه ونتنياهو وحزبه قد باركوا صفقة القرن وأكدوا التزامهم بالعمل بها إذا ما تولى غانتس أو نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهذا يعني أن كلا منهما ومن باب التزامه بصفقة القرن يعمل على تصفية القضية الفلسطينية وعلى إلغاء حق العودة، وعلى تهويد القدس المباركة، وعلى فرض سياسة الإحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى، وعلى ضم أغوار الاردن الى السيادة الإسرائيلية، وعلى ضم المستوطنات الاحتلالية الاسرائيلية في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية، وعلى ضم المناطق الفلسطينية باء وجيم الى السيادة الإسرائيلية … إلخ، فإذا كان الأمر كذلك فإن ادّعاء (القائمة المشتركة) أنها ستواجه تصفية القضية الفلسطينية وستتصدى لنتنياهو ويمينه الذي يصر على تصفيتها وفي نفس الوقت لن تجد حرجاً بالتوصية بالجنرال غانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية ولن تجد حرجاً بالانخراط معه في ائتلاف حكومي، إن ادّعاء (القائمة المشتركة ) هذا ما هو إلا مهزلة وذر للرماد في العيون، لأن صفقة القرن فضحت المستور وبُيَّنت لكل عاقل أن لا فرق بين يمينية غانتس وحزبه ويمينية نتنياهو وحزبه، والقول بغير ذلك هو ضحك على الذقون واستهتار بوعي وعقول جماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني.

ثم ها هو كل من غانتس وحزبه ونتنياهو وحزبه قد بارك شطب عضو الكنيست هبة يزبك عن القائمة المشتركة، وهذا يعني أن عنصرية غانتس وحزبه تساوي عنصرية نتنياهو وحزبه، وهذا يعني أن ادّعاء (القائمة المشتركة) أنه يسعها أن تتصدى لعنصرية نتنياهو وحزبه وفي نفس الوقت أن تتحالف مع غانتس وحزبه، إن مثل هذا الادّعاء هو ادّعاء سقيم ولا أصل له ولا فصل وما هو إلا رقص على حبال السياسة الإسرائيلية ولذلك عندما بارك غانتس وحزبه شطب عضو الكنيست هبة يزبك كم كان الشيخ طلب أبو عرار صريحا عندما صرخ في تغريدته على أثر ذلك: ( ما هذا الاستخفاف يا غانتس تطلب دعمنا وتوصيتنا وتطالب بشطبنا، ما يفعل هذا إلا حاقد أحمق) !! صدقت أيها الشيخ طلب أبو عرار، وماذا تقول عَمَّن يوصي بالحاقد الأحمق رئيسا للحكومة الإسرائيلية؟! ثم في الوقت الذي حاولت فيه (القائمة المشتركة) أن تَدَّعي أنها اضطرت للتوصية بغانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية من أجل التقوِّي به والتصدي للعنف والجريمة التي أزهقت ارواحنا وأسالت دماءنا، في نفس هذا الوقت ها هو غانتس وحزبه يرفض تشكيل لجنة برلمانية لمكافحة العنف على وجه العموم ومكافحة تفشيه في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني على وجه الخصوص، تماهيا مع نتنياهو وحزبه الذي رفض تشكيل هذه اللجنة، فما هو الفرق بينهما إذا رضي كلاهما أن يتجاهلا الحقيقة الدامية الموجعة التي تقول إن عدد ضحايا غول العنف من أبناء مجتمعنا كان أربعة وتسعينا قتيلا في عام 2019 بالإضافة إلى مئات الجرحى !! وإذا تجرأ غانتس وحزبه على رفض إقامة مجرد لجنة لمكافحة العنف في مجتمعنا فهل سيوافقون – كما تدّعي القائمة المشتركة – على وقف هدم بيوتنا وعلى إلغاء قانون القومية وعلى حل قضايا التعليم والصحة وعلى إسناد سلطاتنا المحلية بخطة اقتصادية وعلى حل قضايا أوقافنا وعلى إلغاء مخططات ترحيل أهلنا من النقب وعلى الاعتراف بقرانا مسلوبة الاعتراف؟! أي عاقل قد يصدق ذلك؟! وكم كان صريحا الشيخ طلب أبو عرار عندما شنَّ هجوما على غانتس وحزبه بسبب رفضهم إقامة هذه اللجنة، حيث كتب تغريده حول هذا الرفض المشين قال فيها: (تنافس عنصري بين معسكريّ اليمين وأزرق أبيض “اليسار” على اضطهاد مجتمعنا العربي وتجاهل حقوقهم، يرفض المعسكران تشكيل لجنة برلمانية لمكافحة العنف، يا نواب المشتركة على رسلكم عند رفع التوصية)!! ولقد استفز هذا الرفض الشيخ كامل ريان فكتب تغريدة حول هذا الرفض المستعلي قال فيها: (يا أعضاء (كاحول- لافان) إخجلوا!! إن رفضكم إقامة لجنة برلمانية للبحث في ظاهرة تفاقم الجريمة في عامة المجتمع وفي المجتمع العربي خاصة يثبت أنكم منغلقون، وغير مسؤولين، ولا تخجلون!! إن مقتل 94 إنسانا وجرح أكثر من 360 إنسانا في عام 2019 فقط ألا يكفي حتى تقرروا إقامة هذا اللجنة؟! إن عدم إقامة هذه اللجنة يدل على أنه لا يهمكم ارتفاع وتيرة القتل في المجتمع العربي)!! وعلى ضوء تغريدة الشيخ طلب أبو عرار والشيخ كامل ريان لنا أن نسأل بلا تردد: ما حكم من يوصي بغانتس رئيسا للحكومة الإسرائيلية ويصرح أنه سيتحالف معه، رغم أن غانتس وحزبه ينافسان على العنصرية، وعلى اضطهاد مجتمعنا العربي وتجاهل حقوقه كما قال ذلك الشيخ طلب أبو عرار في تغريدته، ورغم أن غانتس وحزبه هم قوم لا يخجلون ومنغلقون وغير مسؤولين، كما قال ذلك الشيخ كامل ريان في تغريدته!! فلماذا هذا الإصرار في القائمة المشتركة على دعم الجنرال غانتس وحزبه أو التحالف معه بعد هذه السقطات المشينة؟! أم أن الدعم المستقبح لغانتس وحزبه هو شرط صناديق الدعم الأمريكية الصهيونية على القائمة المشتركة لدعمها ماليا؟!

ثم ما هو تفسير هذه السقطة المستهجنة التي وقعت فيها القائمة المشتركة قبل أيام حيث امتنع عضوا الكنيست أحمد الطيبي ومنصور عباس عن التصويت ضد طلب الوزير السابق وعضو الكنيست عن الليكود (حاييم كاتس) للحصول على حصانة تمنع محاكمته رغم أنه متهم بفضيحة الفساد، ولأن منصور عباس وأحمد الطيبي امتنعا عن التصويت ضد طلبه، فقد فاز طلبه، وبات هذا المتهم بفضيحة الفساد يتمتع بحصانة تمنع محاكمته، ولو عارض عباس والطيبي طلبه لسقط طلبه في مهده!! فلماذا قام عباس والطيبي بإنقاذ مسيرته السياسية وهي التي تفوح منها العنصرية واليمينية والفاشية!! وقد استفزت سقطة عباس والطيبي المستهجنة هيئة (محامون من أجل إدارة سليمة) فكتبت تغريدة بعنوان ((قيادتنا واليمين- تعايش مع الفساد) وقالت في هذه التغريدة: تفاجأنا هذا الأسبوع بامتناع غير مبرر للنائبين أحمد طيبي ومنصور عباس عن التصويت ضد طلب الوزير السابق وعضو الكنيست عن الليكود (حايم كاتس) المتهم بفضيحة فساد للحصول على حصانة تمنع محاكمته. هذا التوجه ينقل مغزى مفاده التصالح مع الفساد والمفسدين. والمستهجن في الأمر أن هذه المداهنة تأتي في وقت لا يكف فيه الليكود (المتورطة قيادته ورئيسه بالفساد) عن التحريض بما في ذلك ضد النواب العرب أنفسهم! هذه خطوة معيبة تتطلب التوضيح والاعتذار للجمهور)!! وهكذا خلطت (القائمة المشتركة) الحابل بالنابل، وما جنت إلا الوهم، بل أقل من الوهم، وهكذا وقعت بما وقع بمثله (حُنين) الذي قالت فيه العرب: (عاد بخفيّ حُنين)، ويبدوا أنه سيُقال من الآن فصاعدا: (عاد بخفيّ القائمة المشتركة) كناية عن اللهاث وراء السراب، والهرولة نحو الخسران، والسعي نحو العبث!!

الكلمات الدلالية :