الاربعاء 13 نوفمبر 2019 07:57 م بتوقيت القدس
تتواصل الاعتصامات العراقيّة، اليوم الثلاثاء، في مدنٍ متفرقة جنوبي العراق، كانت الحشود بغالبيّتها من الطّلاب والمعلمين، تزامنًا مع مساعي الأمم المتحدة للضغط على الحكومة لتبني إصلاحات مهمة في غضون ثلاثة أشهر لمواجهة الاحتجاجات التي تطالب بـ"إسقاط النظام".
وتسعى الأمم المتحدة، لأن تكون عرّابة الحل للأزمة العراقيّة من خلال وضع خارطة طريق واجتماع عقدته مع المرجعية الدينية الشيعية الأعلى في العراق الاثنين، بعد توصل الأحزاب السياسية في البلاد من خلال تدخل الجارة إيران إلى اتفاق على بقاء النظام.
لكن ذلك لم يردع الشارع حتى الآن، فأغلقت معظم المدارس والجامعات في جنوب العراق أبوابها الثلاثاء، بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضرابًا عامًا في محاولة لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد منذ أسابيع.
وفي وقت مبكر من المساء، كان دوي الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ما تزال مسموعة قرب ساحة التحرير، رد عليها المتظاهرون برشق الحجارة والقنابل الحارقة، ورغم دعوات السلطات لـ"العودة إلى الحياة ولطبيعية"، واصل المتظاهرون المطالبة بنظام حكم جديد وتغيير الطبقة السياسية في بلد يعد من الأغنى بالنفط في العالم، وبين الدول الأكثر فسادًا على حد سواء.
وفي محافظة العمارة، أغلق المتظاهرون مكتب قناة العراقية الحكومية، وتظاهر المئات الثلاثاء في مدينة الكوت، وقاموا بجولات لإغلاق المدارس والإدارات الرسمية.
وفي الحلة أيضًا، جنوب بغداد، لم تفتح المدارس أبوابها لغياب المعلمين، فيما قلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل، وفي الناصرية، حيث قتل متظاهران ليل الاثنين الثلاثاء وفق مصادر طبية، وفي الديوانية، وهما المدينتان اللتان تعدان، رأس الحربة في موجة الاحتجاجات بالجنوب، أغلقت كافة المؤسسات التعليمية أبوابها.
وأعلنت ممثلة الأمم المتحدة، جينين هينيس بلاسخارت، بعد لقائها السيستاني يوم أمس الاثنين في النجف، إن المرجعية أقرت خارطة الطريق التي عرضتها المنظمة، وتتضمن مراجعة قانون الانتخابات في غضون أسبوعين.
من جهتها، اعلنت للجنة البرلمانية لحقوق الإنسان التي تنتقد السلطات، أنها ستعد في هذا الاجتماع تقريرًا عن إدارة الأزمة.
وقالت بلاسخارت، التي تحل الأربعاء ضيفة على البرلمان العراقي، إن السيستاني، الذي لا يتحدث أبدًا للعلن، "يشعر بقلق لرؤية القوى السياسية غير جادة بما يكفي لتنفيذ إصلاحات مماثلة".
وتحاول القوات الأمنية مجددًا سد كل الطرقات المؤدية إلى التحرير بالكتل الإسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إسقاطها أول مرة، وخلف تلك الكتل، تتمركز قوات مكافحة الشغب التي تواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.
ورفع متظاهرون لافتات كتب على إحداها، "بلدنا أعز مني ومن ابني الوحيد"، خصوصًا وأن السواد الأعظم من المتظاهرين هم ممن دون الخامسة والعشرين من العمر.
ويشكّل الشباب 60 في المئة، من عدد سكان العراق البالغ 40 مليون نسمة، وتصل نسبة البطالة بينهم إلى 25 في المئة، بحسب البنك الدولي، ومع ذلك، اتفقت الأحزاب العراقية بعد اجتماعات أشرف عليها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي يزور العراق بشكل متكرر خصوصًا خلال الأزمات، على تجفيف الشارع وإنهاء الاحتجاجات، وبقاء حكومة عادل عبد المهدي في السلطة.
لكن الأمم المتحدة تواصل التوسط بين الأطراف العراقية، وطالبت بإطلاق سراح كل المتظاهرين المعتقلين وإلقاء الضوء على عمليات الخطف التي تستهدف ناشطين وأطباء يعتقد المدافعون عن حقوق الانسان أن مجموعات مسلحة تقف وراءها.
كما طالبت بإجراء استفتاء حول إصلاح دستوري خلال ثلاثة أشهر، وإعادة النظر في القانون الانتخابي خلال أسبوعين، واتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة الفساد.
ومساء اليوم الثلاثاء، كتب وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، على تويتر، إنه تحدث عبر الهاتف مع عبد المهدي، "ليطلب منه حماية المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم المشروعة".