الاثنين 11 نوفمبر 2019 21:07 م بتوقيت القدس
أعلن الأمين العام لجماعة "حزب الله" في لبنان، حسن نصر الله، اليوم الإثنين، أن المحادثات السياسيّة مستمرّة لتشكيل حكومة جديدة، وأعرب عن استعداد للمثول أمام القضاء في أية ملفات فساد مزعومة.
وأجبرت احتجاجات شعبية سعد الحريري، في 29 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، على تقديم استقالة حكومته، وهي تتولى حاليًا تصريف الأعمال.
وقال نصر الله في كلمة له بمناسبة "يوم الشهيد"، "في ما يتعلّق ببحث الحكومة والتكليف والتأليف لن أتحدّث عن شيء، لأنّ اللّقاءات قائمة والاستشارات متواصلة ولسنا مضطّرين لأن نبدي أي موقف".
وترددت أنباء عن أن المباحثات بين الحريري وكل من "حزب الله" وحليفته "حركة أمل" وصلت إلى طريق مسدود.
ويريد الحريري، وفق ما يتردد، أن يترأس حكومة تكنوقراط خالية من السياسين حتى لا يثير غضب المحتجين، بينما يصر الطرف الآخر على حكومة تجمع بين التكنوقراط والسياسيين.
وأضاف نصر الله أن "الأبواب مفتوحة للوصول إلى أفضل نتيجة مُمكنة".
وتطرق إلى الاحتجاجات المتواصلة منذ 17 من الشهر الماضي، قائلًا: "هناك نقطة إجماع مهمّة جدًا وتحظى بدعم شعبي في كلّ الساحات، والشاشات، وفي مقدّمها موضوع مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة والمسروقة".
ويصر المحتجون على ضرورة تنفيذ بقية مطالبهم، وفي مقدمتها رحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يعتبرون أنها فاسدة وتفتقر للكفاءة، إضافة إلى تسريع عملية تشكيل حكومة كفاءات، وإجراء انتخابات مبكرة.
وتابع نصر الله: "لا أحد يمكنه أن يحمي الفاسدين، واليوم هناك دعوة حقيقيّة لمكافحة الفساد ووضع اليدّ على الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة، وهذا الأمر لا يرتبط بتشكيل الحكومة؛ لأنّه بيد القضاء".
واستطرد: "نحنُ جاهزون للمثول أمام القضاء في حال كانت هناك ملفات أو إخبار معيّن، وأنا أضمن رفع الحصانة عن أيّ شخص قد يظهر متورطًا".
ويعاني لبنان من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
واتهم نصر الله الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "تمنع لبنان من أن يستعيد عافيته، وتعمل على تعميق مأزقه الاقتصادي".
وأضاف أن الشركات الصينيّة جاهزة لاستثمار مليارات الدولارات في لبنان، لكنها ممنوعة من جانب الأمريكيين.
وتابع: "هناك خوف لدى شركات لبنانية من المشاركة بإعادة إعمار سوريا بسبب العقوبات الأمريكية".
ورأى أن القول بأن لبنان بلد غير آمن هو كذبة أمريكيّة، وهو أكثر أمنًا من أية ولاية أمريكيّة، إلا أن الأمريكيين يستعملون سياسة الترهيب لمنع الاستثمارات في لبنان.
وقال نصر الله إن أموال "حزب الله" ليست في المصارف.
وشدد على أن العقوبات الأمريكية على القطاع المصرفي هي عقوبات على لبنان والشعب اللبناني ولإحداث فتنة بين اللبنانيين ولتحميل المقاومة المسؤوليّة.
"وحزب الله" حليف لإيران التي تتهمها الولايات المتحدة ودول خليجية، وخاصة السعودية، بتهديد أمن الملاحة البحرية في مضيق هرمز، ومهاجمة منشآت نفطية في الخليج، والتدخل في شؤون دول عربية، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.