قبل نحو 16 عاما، فتحت لجنة الزكاة في مدينة أم الفحم، بابا جديدا من أبواب الخير، انبثق عنه مشروع “حفظ النعمة”، وما بدأ كمشروع “يحفظ النعمة” من الهدر فيما يتبقى من طعام طازج في المناسبات السعيدة والأعراس، وتوزيع الوجبات على العائلات الفقيرة والمتعسرة بظروفها الاقتصادية والمعيشية، تحول إلى مؤسسة ضخمة، تكفل العائلات على مدار السنة وتمدها بالدعم التمويني والكثير من اللوازم المنزلية للتغلب على شظف العيش وسوء الأحوال الاقتصادية.

في رمضان الخير والصدقات، يعمل القائمون على “حفظ النعمة” على مدار الساعة، ولا يجدون وقتا للراحة، فهم بين تجهيز طرود غذائية أو إعداد حصص من اللحم أو إعداد ضحية وتقطيعها، تبرع بها فاعل خير لتوزيعها على المحتاجين أو غير ذلك من الفعل الملتحم مع الناس المتفقد لأحوالهم الساهر على تلبية احتياجاتهم.

بدأت الجهود المضاعفة لمشروع حفظ النعمة، مع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك، واستقبل القائمون على المشروع التبرعات من أضاحي ولحوم ومواد غذائية ووجبات ساخنة.

وعمدت لجنة “حفظ النعمة”، منذ مطلع الشهر الماضي إلى توزيع 300 طرد غذائي، بالإضافة الى 700 كيلوغرام من اللحوم الطازجة، كما تم تزويد أكثر من 70 عائلة بملابس واحذية، وتوفير اثاث مستعمل لثمانية عشر منزلا.

ومع حلول شهر رمضان المبارك في أسبوعه الاول وزعت لجنة حفظ النعمة 300 طرد غذائي، بالإضافة الى طن من اللحوم الطازجة، كما كست عشرات العائلات بملابس واحذية.

وفي حديث مع السيد مصطفى عارف، مسؤول “حفظ النعمة”، أكد أن اللجنة تقوم في العادة، بتوزيع المواد الغذائية والطرود، مرة واحدة في الشهر، ولكنها في شهر رمضان توزع من ثلاث الى أربع مرات خلال الشهر الكريم.

وأضاف: “تأتي هذه الخطوات المباركة انطلاقا من واجبنا الديني تجاه العائلات المستورة في بلدنا، ولا أجد كلمات توفي المتصدقين حقهم لدعم اخوانهم المستحقين للزكاة والصدقات فبارك الله فيهم”.

وعن إشراقات الخير لمشروع حفظ النعمة خلال هذا الشهر الكريم، أشار مصطفى عارف، إلى أن عطاء الخير في رمضان لا يتوقف على الإطلاق، وقال: “إن ثلاجات حفظ اللحوم لا تتوقف عن استقبال الأضاحي من المواشي والعجول، ويمكن القول إننا في اليوم الواحد فقط، نستقبل من خروفين إلى 3 منذ بداية شهر رمضان، إلى جانب ما معدله 3 عجول في الأسبوع، يتبرع بها أهل الخير في بلدنا الحبيب.

وقال مسؤول حفظ النعمة، إنه سيجري في الأيام القادمة استقبال تشكيلة واسعة من الملابس الجديدة، ويمكن زيارة مقر لجنة “حفظ النعمة” والحصول على الملابس بصورة مجانية، كما يوجد لدى اللجنة كذلك، تشكيلة واسعة من الأحذية الجديدة.

في رمضان تحديدا، تتضاعف الجهود ويعمل المتطوعون في مشروع “حفظ النعمة” على مدار الساعة، بين توزيع للطرود الغذائية واستقبال الأضاحي وتقطيعها.

يتلقى القائمون على المشروع اتصالات من المدارس ورياض الأطفال، حين ينظمون فعاليات خيرية مثل الطرود الغذائية، بحيث يقوم مشروع النعمة بتوزيع هذه الطرود على المستحقين.

وفي ختام حديثه، نوّه السيد مصطفى عارف إلى أن “الحديث الذي تردد مؤخرا، عن وجود عائلات لا تتلقى الدعم، هو عار عن الصحة، وقد قمنا بتحري هذا الأمر مع أحد الأخوة الذين أثاروا الموضوع، ليتضح أن لجنة حفظ النعمة، تقوم بدعم هذه الحالات على مدار السنة إلى جانب متابعة لجنة الزكاة في أم الفحم لها”.

الكلمات الدلالية :