الخميس 02 مايو 2019 18:45 م بتوقيت القدس
كشفت "مجموعة النهضة الأرثوذكسية" أمس، الأربعاء، صفقة مقلقة للغاية تطال المزيد من أملاك الكنيسة الأرثوذكسية في الناصرة.
وقالت المجموعة إنها تسلّمت قبل أيّام نسخة من اتّفاقيّة تعتبر "فضيحة" جديدة لتصفية ما تبقى من أملاك وأوقاف أرض قصر المطران، وقّعها البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث قبل أشهر، وتحديدًا بتاريخ 9.8.2018.
وذكرت "مجموعة النهضة الأرثوذكسية" أن "ثيوفيلوس وأعضاء مَجمع البطريركيّة في هذه الاتّفاقية باعوا كامل حقوق البطريركيّة من عائدات في مُجَمّع 'دودج سنتر' أو ما يسمى اليوم 'مجمع عوفر سنتر'، لشركة تدعى 'أزو- ريط'، لغاية العام 2265، أي لمدّة 250 عاما (بعد أن انتهت مدة صفقة الحِكْر السابقة في هذه الأرض قبل عامين)".
وأضافت: "كشفت الاتفاقية أن الثمن الذي دُفع مقابل هذه الأرض يقارب 27 مليون شيكل فقط، وتتكفّل البطريركيّة بدفع ضريبة التحسين للصفقة منها".
وتساءلت "مجموعة النهضة الأرثوذكسية" في بيانها الذي أصدرته: "هل من عاقل يستوعب أنّ قيمة عائدات البطريركيّة من تصفية 75 دونمًا (بما هو مقام عليها من منشآت ومتاجر) لا تتعدى 7 آلاف شيكل شهريًّا، علمًا أنّ أصغر متجر هناك (من مجموع ما يزيد عن 65 متجرًا ومجمّعًا) يدفع قرابة الـ20 ألف شيكل شهريًّا؟ وهل من عاقل يستوعب أنّ قيمة الدونم هي 360 ألف شيكل فقط (أرض تجاريّة)، بينما يباع الدونم في المنطقة السكنية المجاورة لها بنحو 5 ملايين شيكل - أي بما يقارب 14 ضعفًا".
وتحت عنوان "إلى متى هذا الصمت؟"، أصدرت مجموعة "النهضة الأرثوذكسية" في الناصرة بيانها وأكدت فيه أنه "ما من أحد من أبناء كنيستنا ومن أبناء شعبنا، في هذه الديار خاصة، لم يسمع أو لم يقرأ أو لم يحصل على معلومة أو معلومات موثَّقة عن قيام البطريرك الأرثوذكسيّ الحاليّ ثيوفيلوس وأعضاء مَجمع البطريركيّة ببيع وتصفية أملاك وأوقاف كنيستنا الأرثوذكسيّة، من شمال بلادنا إلى جنوبها، منذ تولّيه منصب الكرسي البطريركيّ، بدءًا من القدس وطبرية والناصرة وحيفا وقيساريا واللد والرملة ويافا وكفر كنا، ومؤخّرًا أقام نزاعًا قانونيًّا ضد المجلس الأرثوذكسيّ بالمكر محاولًا الاستيلاء على عشرات الدونمات تمهيدًا لتصفيتها، ناهيك عن استمراره في النزاع القانوني ضد أهلنا في كفر سميع استنزافًا لإمكانياتهم المالية متواطئًا مع وكيلٍ أزليٍّ للبطريركيّة هناك".
انتقاد غير مباشر لمجلس الطائفة الأرثوذكسي
ووجه البيان انتقادا غير مباشر لمجلس الطائفة الأرثوذكسي في الناصرة الذي ما زال على موقفه الرافض لمطلب أبناء الرعية بعدم استقبال البطريرك في المناسبات الاحتفالية أسوة بالعديد من البلدات العربية التي تعتبر البطريرك ثيوفيلوس شخصية غير مرغوب فيها ويرفضون استقباله.
وجاء في البيان أيضا: "هذه الرسالة المفتوحة – المناشدة هي ليست الأولى التي نوجّهها إلى من وافق فعليًّا على إلغاء احتفال كنيستنا والناصرة بعيد البشارة، وسمح للفاسد ثيوفيلوس وزبانيته بالتحكّم 'بترتيبات الاحتفال' (منع استعمال باحة الكنيسة بالاحتفال)، وترؤّس قدّاس العيد، بحجّة أنّهم لا يمنعون أحدًا من الصلاة، كما جاء في بيانهم التبريريّ. وبذلك منع المجلس فعليًّا المشاركة الواسعة والشعبية لعموم أهلنا الأرثوذكس وأهل الناصرة بالعيد، وبذلك فرضوا على سَرِيّة كشافة يسوع الناصري التي تحتضن أبناءنا المشاركة الفعلية بالعيد فقط بعد مغادرة البطريرك ثيوفيلوس الكنيسة، عندها قاموا باستعراضهم المهيب ليُحتفل بالعيد شعبيًّا".
ولفت بيان المجموعة إلى أنه "قلنا سابقًا ونعيدها اليوم لكم ولغيركم من هيئات أرثوذكسيّة: 'بدونه [أي بدون ثيوفيلوس] يكون العيد أبهج وأجمل وأنقى'، وهذا ما تقوم به مجالس طوائف في بلادنا الذين ترفض وتفرض رفضها على البطريرك وزبانيته - على نحوِ ما نجد في حالة مجلس عكا ومجلس يافا ومجلس حيفا".
تفاصيل الصفقة
وعن تفاصيل الصفقة التي تم الكشف عنها، مؤخرا، جاء في بيان مجموعة "النهضة الأرثوذكسية" في الناصرة أنه "بعد أن تسلّمنا قبل أيّام نسخة من اتّفاقيّة/ فضيحة جديدة لتصفية ما تبقى من أملاكنا وأوقافنا في أرض قصر المطران، وقّعها الفاسد ثيوفيلوس قبل أشهر، وتحديدًا بتاريخ 9.8.2018. فقد باع ثيوفيلوس وأعضاء مَجمع البطريركيّة في هذه الاتّفاقية كامل حقوق البطريركيّة من عائدات في مُجَمّع 'دودج سنتر' لشركة أزو- ريط لغاية عام 2265، أي لمدّة 250 سنة (بعد أن انتهت مدة صفقة الحِكْر السابقة في هذه الأرض قبل سنتين). الثمن الذي دُفع مقابل هذه الأرض يقارب 27 مليون شيكل فقط، وتتكفّل البطريركيّة بدفع ضريبة التحسين للصفقة منها. هل من عاقل يستوعب أنّ قيمة عائدات البطريركيّة من تصفية 75 دونمًا (بما هو مقام عليها من منشآت ومتاجر) لا تتعدى 7 آلاف شيكل شهريًّا، علمًا أنّ أصغر متجر هناك (من مجموع ما يزيد عن 65 متجرًا ومجمّعًا) يدفع قرابة الـ20 ألف شيكل شهريًّا؟ وهل من عاقل يستوعب أنّ قيمة الدونم هي 360 ألف شيكل فقط (أرض تجاريّة)، بينما يباع الدونم في المنطقة السكنية المجاورة لها بنحو 5 ملايين شيكل- أي بما يقارب 14 ضعفًا!".
وطالبت مجموعة "النهضة الأرثوذكسية" في الناصرة، مجلس الطائفة والهيئة التمثيلية وأعضاءهما أن يتحمّلوا مسؤولياتهم الشخصية تجاه كنيستهم ووطنهم.
وجاء في البيان كذلك أنه "لا يختلف اثنان على أن مجلس الطائفة هو المجلس الأكبر في البلاد، وهو يرأس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسيّ وله أكبر تمثيل في المؤتمر. وعليه فإنّنا نطالبهم بما هو مستحَقّ عليهم للقيام فعلًا بجميع الخطوات القانونية والشعبية والإعلامية لفضح ووقف فساد البطريركية وأعضاء المجمع البطريركي الإداري والمالي، ولو كانت هذه الرئاسة فعلًا روحية لَما تحوّلت البطريركية إلى مرتع للسماسرة وتصفية الأوطان والقضاء مستقبلًا على الكنيسة وعائداتها، وعلى مستقبل وجود أبنائنا وعلى كرامة كهنتنا الذين ما زالوا حتّى اليوم محرومين من رواتب وشروط اجتماعيّة تحفظ كرامتهم، ويعتاشون على 'بركات' من أيادٍ فاسدة".
تحمُل المسؤولية
ولفتت المجموعة إلى أنه "لا يمكن لأيّ كان أن يفهم أو يتفهّم قلّة الحيلة، ووضع الكرامة والكبرياء النصراوي والإيمان والوطني جانبًا، ليستفيد فلان أو علّان من فساد البطريركيّة وكأنه إنجاز. نحن قوم لا نقبل الفُتات من موائد اللئام. وأقلها على مجلس الطائفة بالناصرة الالتزام الكامل بقرارات المؤتمر الأرثوذكسي والذي كان شريكا فيها (قرار جلسة أبو سنان)".
وختم البيان مجموعة "النهضة الأرثوذكسية" بالقول: "إذا وقفتم وقفتكم المطلوبة بصراحة وشفافية وشجاعة، دون مناكفات، هذه هي مسؤوليتكم وواجبكم لوقف هذا السقوط المدوّي والمجلجل للبطريركيّة. وعليه نطلب منكم أن تَدْعوا الجمعية العامة للطائفة في فترة لا تتعدى الأسبوع لتبادل وجهات النظر في هذه القضية، والخروج بموقف موحد وقرارات بشأن خطوات فعلية جدّيّة على جميع المستويات الشعبية والوطنية والقانونية والإعلامية، وعدم إبقائها داخل جدران غرفة مجلس الطائفة".