رصدت مؤسسة القدس الدولية، بلوغ الاقتحامات التي جرت للمسجد الأقصى خلال في 2018، حدًا غير مسبوق منذ 1967.
جاء ذلك في تقرير أصدرته المؤسسة، والذي ترصد فيه أبرز الأحداث التي جرت في القدس خلال 2018، وقدّمته خلال مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة اللبنانية بيروت، بحضور شخصيات سياسية فلسطينية وعربية.
وحسب التقرير، شهد 2018، 16 اقتحاما للمسجد الأقصى قادها 5 من أعضاء من الكنيست وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو رقم قياسيّ منذ عام 1967.
بينما بلغ عدد مقتحمي المسجد، 29 ألفا و801 مستوطنا، بزيادة بلغت 16.3 بالمائة عما كان عليه العدد في 2017.
ورصد التقرير دخول قرابة 663 ألفا و63 سائحا إلى المسجد الأقصى خلال 2018، وهو رقم قياسيّ لم يُسجَّل منذ 1967، بزيادة بلغت نسبتها نحو 128 بالمائة عما كانت عليه في 2017.
ووثق التقرير إصدار سلطات الاحتلال 176 قرار إبعاد عن الأقصى لمُدد تراوحت بين أسبوع و6 أشهر، بينها 30 قرار إبعاد لسيدات، و13 قرار إبعاد لفِتيان.
وتناول التقرير عمليات “الهدم الممنهج”، حيث هدمت سلطات الاحتلال 143 بيتًا ومنشأة، وأجبرت 24 مقدسيًّا على هدم بيوتهم بأيديهم.
وفي ملف الاعتقالات، أصدر الاحتلال نحو 90 قرارًا بالحبس المنزلي بحقّ أطفال في القدس، وفرض عقوبة الإبعاد عن المنزل على أكثر من 35 طفلًا، واعتقل نحو 39 طالبًا في أثناء توجههم إلى مدارسهم.
ولفت التقرير إلى استمرار “استهداف الوجود المسيحي” ومعالمه وأوقافه، في القدس.
وكشف في هذا السياق عن تعرّض مقبرة الرهبان الساليزيان، التابعة لدير بيت جمال، غرب القدس، لاعتداء كبير حُطِّمَت فيه عشرات الصلبان وشواهد القبور والرموز الدينية المسيحية.
وبالنسبة لملف المواجهة مع الاحتلال، قال التقرير إنه في 2018، تراجع عدد العمليات النوعية نسبيًا عما كانت عليه في 2017، بينما لم يتراجع زخم المواجهات عن مستوياته السابقة.
وأشار التقرير إلى وجود حالة تراخٍ في تعاطي الدول العربية مع مستجدات القضية الفلسطينية، في مقابل “هرولة” عدد منها للتطبيع مع “الاحتلال”.
وعن التعاطي الأمريكي، مع القضية، رصد التقرير “استكمال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، سياسة تصفيّة القضيّة الفلسطينية، بنقل سفارة بلاده إلى القدس، واتّخذ سلسلة قرارات استهدفت الدعم المالي للفلسطينيين”.
وبشأن استشراف الأوضاع خلال 2019، توقع التقرير “تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى، واستهداف المنطقة الشرقية من المسجد، وتصعيد الضغط على الشرطة الإسرائيلية لإغلاق المسجد في وجه المسلمين في بعض المناسبات”.
كما توقع تسريب المزيد من الأوقاف المسيحية في القدس، وإبقاء قضية الضرائب التي ينوي الاحتلال فرضها على الكنائس مفتوحًا لابتزازها، وارتفاع ملحوظ في الاعتقالات وقرارات الإبعاد في ظل انسداد الأفق السياسي.
وتوقع كذلك التحضير لإعلان تفاصيل “صفقة القرن”، ورفع وتيرة استهداف مشاريع منظمة الأونروا في القدس، والشروع بإغلاق مؤسساتها تدريجيًّا.
وفيما يتعلق بمستقبل المقاومة في القدس، توقع التقرير استمرار العمليات ضدّ “الاحتلال”، ويعزّز ذلك “تصاعد وتيرة التّهويد، ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية”.
ومن المتوقع كذلك، حسب التقرير، أن تشهد الأراضي الفلسطينية عمومًا، والضفة والقدس خصوصًا، تصاعدًا في المواجهة مع “الاحتلال” سواء عبر العمليات الفردية، أو المظاهرات التي تتحول إلى مواجهات خلال إعلان “الخطة الأمريكية للسلام” المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وخلال عرض توصيات التقرير، دعا مدير عام المؤسسة، ياسين حمود، إلى التمسك برفض “صفقة القرن” وبذل كل الجهود لإنجاز المصالحة الوطنية، وإطلاق ودعم المقاومة بكل اشكالها.
كما دعا حمود، السلطة الفلسطينية، إلى اتخاذ إجراءات عملية لرفض “صفقة القرن” وتفعيل الدور الشعبي الفلسطيني لمواجهة التحديات التي يواجهها القدس.
وطالب الدول العربية والاسلامية بـ “نسج التحالفات الإقليمية والدّولية على أساس الموقف من القدس والقضية الفلسطينية، عوضًا عن تبنّي الرواية الإسرائيلية التي تحاول تحويل الأنظار عن جرائمها واغتصابها الحق الفلسطيني بتخويف الدول العربية من الخطر الإيراني”.
كما دعاهم إلى دعم الحراك الشعبي الفلسطيني ضدّ “الاحتلال”، وبذل الجهود لرأب الصدع الفلسطيني، وتوفير البدائل المالية للسلطة الفلسطينية؛ حتى لا تقع ضحية الابتزاز الأمريكي.
يُذكر أنّ مؤسسة القدس الدولية تضمّ شخصيات وهيئات عربية وإسلامية وعالمية، غايتها العمل على إنقاذ القدس، والمحافظة على هويتها العربية ومقدّساتها الإسلامية والمسيحية، وتثبيت سكانها وتعزيز صمودهم. تجمع بالقدس يهتدون.