الاثنين 25 فبراير 2019 18:57 م بتوقيت القدس
رفض الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، المطالبات الأوروبية بإلغاء عقوبة الإعدام أو التعليق بشأنها، زاعما أنها تتم "وفق القانون وثقافة المنطقة".
جاء ذلك ردا على سؤال بشأن حقوق الإنسان بالبلاد العربية وما يحدث فيها من انتهاكات، وذلك بمؤتمر صحفي في ختام فعاليات القمة العربية الأوروبية الأولى التي عقدت بشرم الشيخ.
وقال السيسي "أنا بستمع لنقاش كبير من أصدقائنا الأوروبيين وإعلامه (بشأن الحقوق) ونحن قلنا القمة العربية الأوروبية منصة جديدة للتعاون والتنسيق والتشاور والحوار، فى ظل ثقافتين مختلفين، وظروف خاصة بكل منطقة".
وأضاف "الأولوية فى أوروبا تحقيق الرفاهية والحفاظ عليها، أما عندنا الحفاظ على بلادنا ومنعها من السقوط والخراب والانهيار كما ترون فى دول كثيرة مجاورة لنا".
وتابع: "من فضلكم حينما تتحدثون عن الواقع فى بلادنا لا تفصلونه عن المنطقة وما يحدث فيها، وهذا لا يعني التجاوز في حقوق الإنسان، وهذا ليس كلاما سياسيا لأُرضي الجانب الأوروبي".
وقال مخاطبا الأوروبيين: "أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام، لكن أرجو ألا تفرضوا علينا".
واستدرك بالقول "هنا في منطقتنا العربية، عندما يقتل إنسان في عمل إرهابي، تأتي الأُسر تريد حق أبنائها وهذه ثقافة موجودة فى المنطقة، والحق لابد يؤخذ بالقانون".
وبصوت مرتفع وحاد، تابع السيسي: "أنتم مش هتعلمونا إنسانيتنا نحن لدينا إنسانيتنا ولدينا قيمنا ولدينا أخلاقيتنا، ولديكم كذلك ونحترمها، فاحترموا أخلاقيتنا وأدبيتنا وقيمنا كما نحترم قيمكم".
ومساء الأحد، انطلقت أول قمة عربية أوروبية، بشرم الشيخ، وسط إدانات دولية واسعة النطاق لتنفيذ القاهرة إعدامات متتالية بحق معارضين، وغياب نصف قادة وزعماء الدول العربية، مقابل حضور أوروبي واسع.
وواجه الأوروبيون بصمت رسمي تام، تنفيذ إعدامات بمصر ضد 15 معارضا مصريا، في فبراير / شباط الجاري، كما تجاهلوا الدعوات الحقوقية لهم بعدم المشاركة في القمة على خلفية تلك الإعدامات، التي انتقدتها تركيا.
وفي مقابلة مع محطتي "Kanal D" و"CNN TURK" التلفزيونيتين المحليتين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإعدامات بحق معارضين مصريين بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، متسائلا: "أين الغرب من هذا؟ هل تسمعون صوت الغرب؟ وهل فعل أي شيء حيال هذا الأمر؟".
وسبق القمة، دعوات من معارضين وحقوقيين مصريين، لقادة أوروبا إلى مقاطعة القمة على خلفية تلك الإعدامات.
ومنذ 7 مارس / آذار 2015 وحتى 20 فبراير / شباط 2019، نفذت السلطات 42 حكما بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ، أو إصدار السيسي أمرا بالعفو، أو إبدال العقوبة وفق صلاحياته.
فيما رفضت القاهرة، الأحد، في بيان للخارجية، تصريحات مسؤولين في مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة حول أحكام الإعدام الأخيرة في مصر، معربة عن "الرفض التام لكل ما يمس القضاء المصري".