الاثنين 24 سبتمبر 2018 16:35 م بتوقيت القدس
أكدت مصادر رفيعة المستوى في الحرس الثوري الإيراني لـصحفية الجريدة"، أن موسكو أبلغت طهران أنها لم تعد مُصرّة على العمل بالاتفاق الذي عقدته مع الولايات المتحدة وإسرائيل لإبعاد القوات المسلحة الموالية لإيران وأسلحتها الثقيلة عن خط فصل القوات بين إسرائيل وسورية في الجولان، وذلك بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية.
وقالت المصادر إن طهران بدأت بالفعل دراسة نشر القوات الموالية لها مجدداً بمحاذاة خط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في الجولان، لكنها أشارت إلى أن إيران وسورية نشرتا في المنطقة نحو 10 آلاف جندي سوري، لتفادي خرق الاتفاق الروسي- الأميركي- الإسرائيلي.
وأضافت أن إيران لا ترى ضرورة لنشر عناصر غير سورية في هذه المناطق وتصعيد الموقف مع إسرائيل، إضافة إلى أنها لا تثق بالموقف الروسي، وطلبت من موسكو ضمانات أبرزها تأمين غطاء جوي للميليشيات الموالية لها على جميع الأراضي السورية، وتسليم هذه القوات صواريخ أرض- جو روسية متطورة ثابتة ومتحركة يمكن حملها على الأكتاف.
في سياق متصل، نقلت الجريدة عن مصدر اخر قوله" إن إسرائيل لم تفاجأ من تحميلها المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة الروسية في الأجواء السورية قبل أيام، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تندرج في إطار إعطاء القياديين الميدانيين الروس فرصة التعبير عن غضبهم، وحفظ ماء الوجه، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجد طريقة لإنهاء الأزمة.
وشدد المصدر على أن التنسيق سيعود إلى ما كان عليه بين البلدين خلال الأشهر القليلة المقبلة، معتبراً في الوقت نفسه أن الامتحان سيكون عند الضربة الإسرائيلية المقبلة في الأراضي السورية.
وكشف أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي الذي زار موسكو بعد الحادث، سلّم إلى الجانب الروسي تسجيلات تؤكد أن نظام الدفاع الجوي السوري كان على علم بأن الطائرة الروسية في الأجواء، وأن قرار إطلاق عدد كبير من الصواريخ جاء من مسؤول كبير بمركز قيادة العمليات المشتركة لإيران وسورية و"حزب الله" غرب سورية.
وقدمت إسرائيل أدلة تشير إلى أن إيران تتموضع قرب القواعد الروسية على الساحل السوري سراً.
وبينما طلب الجانب الروسي إيضاحات حول تحليق الطائرات الإسرائيلية قبالة السواحل السورية بحيث لا يرصدها الرادار، حصلت "الجريدة" على معلومات حصرية تبين أن منظومات روسيا الجديدة لم تكشف عن طائرات "إف 16" إلا بعد خروجها من المجال الجوي السوري.
ولفت المصدر إلى أن منظومة روسيا للدفاعات الجوية تعتمد على إطلاق عشوائي للصواريخ باتجاه الهدف على أمل إصابته بأحدها، الأمر الذي عمل ضد الروس أنفسهم في هذه الحالة.
وأكد أن روسيا حصلت من إسرائيل على كل المعلومات، نافياً أن يكون الجيش الإسرائيلي قام بأي تضليل، بل إنه أبلغ روسيا بالضبط هدف الغارات في اللاذقية قبل نحو ساعة من تنفيذها.