الاربعاء 18 ابريل 2018 00:17 م بتوقيت القدس
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للكاتب الأمريكي توماس فريدمان، يتحدث فيه عن المواجهة المحتملة القادمة في سوريا.
وافتتح فريدمان مقالته قائلاً: "سوريا على حافة الانفجار، لك أن تسخر مني إن سمعت هذا مني في السابق، لكن هذه المرة ستنفجر قولاً وفعلاً؛ لأن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هاجمت سوريا لمعاقبة النظام لاستخدامه للسلاح الكيماوي المتهور".
وأضاف أن "روسيا، التي تعهدت بالرد، تزيد من خطورة الوضع السوري الملتهب أصلاً، ذلك أن إيران وإسرائيل على الطريق ذاته نحو مواجهة في سوريا؛ على خلفية محاولات إيران تحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة في المواجهة مع إسرائيل، حيث تعهدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأن هذا لن يحدث أبدا".
ويرى فريدمان أن ما يقوله ليس مجرد تكهنات، ففي الأسابيع القليلة الماضية بدأت كل منهما ولأول مرة بتوجيه ضربات مباشرة، وليس من خلال الجماعات التابعة لهما.
ويحذر الكاتب من أن "المواجهات المحدودة في طريقها للنهاية، خاصة أن إسرائيل وإيران على أهبة الاستعداد للتقدم نحو المرحلة المقبلة، ولو حدث هذا فلن تقف كل من الولايات المتحدة وروسيا مكتوفة اليدين".
وفي محاولة لتوضيح مقصده، أشار فريدمان إلى الغارات الصاروخية الأخيرة، التي قامت بها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، تلك العملية التي تم استيعاب صدمتها، خاصة أن روسيا وسوريا ليستا راغبتين بالتصعيد، بشكل يزيد من تورط الدول الثلاث في سوريا، بالإضافة إلى أن هذه الدول لا تريد الانخراط بعمق في الأزمة السورية.
ويقول الكاتب إن الحرب القادمة المحتملة، التي ستخرج عن السيطرة بين إيران وإسرائيل، هي ما يثير القلق، خاصة أن الجولة الثانية ستبدأ قريبا، حيث حدثت الجولة الأولى في شباط/ فبراير، عندما شن الإيرانيون هجوما من خلال طائرة دون طيار من قاعدة تي4 العسكرية، باتجاه الحدود مع إسرائيل، وقامت مروحية أباتشي بإسقاطها، حيث كان الإسرائيليون يراقبونها منذ انطلاقها من القاعدة شرق مدينة حمص في وسط سوريا وحتى دخولها الأجواء الإسرائيلية.
ويقول فريدمان إن "هذا يساعد على فهم السبب الذي دفع إسرائيل للقيام بغارات جوية ضد قاعدة تي 4 ، الاثنين الماضي، وكانت هذه قصة كبيرة، حيث قتلت إسرائيل في الغارة سبعة من عناصر فيلق القدس، منهم العقيد مهدي دهقان، الذي يقود وحدة الطائرات دون طيار، وغطى على أهمية هذه العملية الرد الدولي وتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استخدام نظام الأسد السلاح الكيماوي".
ويورد الكاتب نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي، قوله: "كانت هذه أول مرة نقوم فيها بضرب أهداف عسكرية إيرانية حقيقية، منشآت وعناصر"، ويعلق فريدمان قائلا إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جادل في صحة ما قاله المصدر، وأكد موقف المؤسسة الإسرائيلية، وهو عدم التعليق على تقارير صحافية بشأن الغارات على قاعدة تي4.
ويجد فريدمان أن "محاولة طهران بناء شبكة من القواعد العسكرية، ومصانع الصواريخ في سوريا، ومساعدتها للأسد على سحق المعارضة، يبدو أنها مدفوعة برغبة سليماني في توسيع تأثير إيران في العالم العربي؛ كطريقة لنقل الصراع على السلطة مع الرئيس حسن روحاني، وامتدت المعركة إلى أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء".
ويذهب الكاتب إلى أن "إيران أصبحت أكبر (قوة محتلة) _حسب وصفه_ في العالم العربي، لكن سليماني ربما بالغ في اللعبة، خاصة عندما يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في سوريا، وبعيدا عن إيران، ودون غطاء جوي".
ويقول فريدمان إنه "بعد هذا كله، فإن الإيرانيين يتساءلون عن مليارات الدولارات، التي تنفق في اليمن ولبنان وسوريا، وهي أموال من المفترض استخدامها لتخفيف الحصار عنهم، وهذا هو السبب الذي دفع إيران لعدم الرد، فعلى سليماني التفكير مرتين حول فتح جبهة حرب واسعة مع إسرائيل؛ وذلك بسبب القصة التي لم يلاحظها الكثيرون، وهي انهيار العملة الإيرانية".
وينوه فريدمان إلى أن الرئيس حسن روحاني يفضل سوريا مستقرة، حيث عزز الأسد من سيطرته، ولم يعد بحاجة للدعم المالي الإيراني، مستدركا بأن سليماني، على ما يبدو، يرغب وفيلقه بهيمنة كبرى على العالم العربي، وممارسة الضغط على إسرائيل.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "حتى يتراجع سليماني، فإنك سترى قوة لا يمكن وقفها -فيلق القدس- تتجه نحو هدف ثابت ألا وهو: إسرائيل، فاستعدوا ..!