الثلاثاء 10 ابريل 2018 09:25 م بتوقيت القدس
أبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام في سوريا، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد قوي الاثنين، قائلا إن القرار سيُتخذ سريعا في أعقاب الهجوم الذي يُشتبه وقوعه في وقت متأخر من مساء يوم السبت الماضي في مدينة دوما السورية وأسقط ما لا يقل عن 60 قتيلا وما يربو على مئة مصاب.
ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم عن أي خطط، لكنهم أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير. ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع (البنتاجون) والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكري محتملا.
وساق خبراء بشأن الحرب السورية فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط كشركاء محتملين في أي عملية عسكرية أمريكية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلا في الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في فبراير شباط من أن باريس ستوجه ضربة لسوريا إذا انتهكت المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيماوية.
وأبلغت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس الصحفيين أن بلادها “تفضل البدء بتحقيق ملائم” لكنها شددت على أن كل الخيارات مطروحة وعلى أن لندن على اتصال وثيق بحليفتيها الولايات المتحدة وفرنسا.
وعبر مسؤولون بأجهزة المخابرات الأمريكية عن اعتقادهم بوقوع هجوم كيماوي بالفعل لكنهم قالوا إن واشنطن لا تزال تجمع معلومات. وذكر ترامب دون الخوض في التفاصيل أنه يستجلي حقيقة من يقف تحديدا وراء الهجوم.
وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.
وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما.
وقال مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأنه لا علم له بأي قرار بتنفيذ ضربة انتقامية، لكنه ذكر أن أي خطط لهجوم محتمل قد تركز على أهداف مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري بينما سيسعى لتفادي أي شيء قد يؤدي إلى انتشار غازات سامة في مناطق مدنية.
وقد تستهدف ضربة أكثر قوة قاعدة حميميم الجوية في شمال غرب سوريا، والتي حدد البيت الأبيض في بيان في الرابع من مارس آذار أنها نقطة انطلاق لمهام القصف التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية في دمشق والغوطة الشرقية.
وقال حسن حسن الباحث الكبير في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط “الأمر يعتمد على مدى جديتهم (إدارة ترامب)”.
* تهديدات روسية
أطلقت الولايات المتحدة صواريخ على قاعدة الشعيرات الجوية قبل عام ردا على مقتل عشرات المدنيين في هجوم بغاز السارين على بلدة تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وحذرت الولايات المتحدة روسيا قبيل تلك الضربات، سعيا لتجنب مقتل قوات روسية. وسرعان ما استأنفت القاعدة الطلعات ولم تلحق الضربات ضررا يذكر بالحملة العسكرية الروسية الأوسع على الأمد الطويل، وذلك بفضل الدعم الإيراني والروسي القوي.
بيد أن ترامب شدد هو وكبار مستشاريه في الأسابيع القليلة الماضية على تواطؤ روسيا في أفعال الأسد. وانتقد ترامب يوم الأحد بوتين بالاسم لمساندته “الأسد الحيوان”.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الاثنين إن موسكو حذرت الولايات المتحدة من “تداعيات خطيرة” إذا هاجمت القوات الحكومية السورية.
ونبهت جينيفر كافاريلا، من معهد دراسات الحرب للأبحاث في واشنطن، إلى حاجة واشنطن إلى الاستعداد للرد خاصة إذا ألحقت الضربات الأمريكية أضرارا عسكرية بإيران أو روسيا.
وقالت “على الولايات المتحدة التفكير فيما إذا كان الأسد والروس والإيرانيون سيصعدون ضد القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا ردا (على الضربات)”.
وأضافت أن سوريا ربما كشفت الاثنين عن نواياها إزاء كيفية ردها على ضربة أمريكية محدودة، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية خمسة من ثمانية صواريخ أطلقتها ما يشتبه بأنها طائرات حربية إسرائيلية.
ولم تسقط الدفاعات الطائرات المهاجمة.
وفي ذلك الوقت، وردت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن الجيش الأمريكي ينفذ ضربة، وهو ما نفاه البنتاجون.
وقالت كافاريلا “أعتقد أن ذلك يخبركم بشيء عن قواعد الاشتباك”.