الاحد 01 ابريل 2018 17:41 م بتوقيت القدس
ويأتي يوم 3 أبريل/نيسان 2018، حيث الكُرهُ في كل مكان، أو ربما زيادة الشعور بالأمان. إما أن يحدث ما يزيد قلق عدد كبير من المسلمين في المملكة المتحدة، أو يمر مروراً يطمئنهم على أيامهم المقبلة.
حدثتني صديقة مقيمة في مدينة نوتنغهام بإنكلترا، عن حذر المسلمين الشديد وخوفهم من “يوم عقاب المسلمين”، مع كثرة الدعوات المناهضة للمسلمين، ظننت الأمر خوفاً مبالغاً، حتى قرأتُ تعليمات السفارة السعودية لمواطنيها في المملكة المتحدة.
السعودية والكويت تحذران مواطنيهما
السفارة حرصت عبر حسابها الرسمي على تويتر على إبلاغ مواطنيها بتواصلها مع السلطات البريطانية، بشأن محتويات المنشورات المسيئة التي يتم تداولها، مؤكدةً على أخذ بريطانيا جريمة الكراهية الدينية على محمل الجد.
كما طلبت من الجالية السعودية في بريطانيا ضرورة اتباع تعليمات الأجهزة الأمنية، مع توخي الحذر والحيطة، كما أضافت رقم السفارة السعودية ورقم جهاز الشرطة البريطاني.
وكانت السفارة الكويتية بلندن سبقت السعودية في التحذيرات، إذ دعت رعاياها هناك، في 15 مارس/آذار 2018، للحذر وأخذ الحيطة والابتعاد عن أماكن التجمعات، والتواصل مع القنصلية، مشددة على فتح إدارة مكافحة الإرهاب البريطانية تحقيقات حول هذه المنشورات.
اضرب.. احرق.. اخلع الحجاب.. أو فجِّر مسجداً!
كل ذلك القلق بسبب دعوات انتشرت في شوارع بريطانيا، منذ 9 مارس/آذار 2018، تدعو للاعتداء على المسلمين في هذا اليوم، واحتساب نقاط لكل نوع اعتداء، وكأن الأمر لعبة يتسابق فيها الناس.
في هذه اللعبة: سبّ مسلماً واعتدِ عليه لفظياً تحصل على 10 نقاط، أزل حجابَ امرأة لتحصل على 25 نقطة، ألقِ مادةً حارقةً على وجه مسلم وستأخذ 50، اضربه وفز بـ 100 نقطة، أما إن عذبته فسنحسب لك 250 نقطة.أما إذا أردت الحصول على 1000 نقطة ففجر مسجداً أو احرقه! هكذا تطلب دعاية تلك الحملة المناهضة للمسلمين من مواطني بريطانيا.
لكن لماذا نعاقب المسلمين؟ لأنهم يسببون الأذى والضرر للأغلبية البيضاء في أوروبا وأميركا الشمالية. هكذا يقول أصحاب تلك المنشورات، بحسب صحيفة The Independentالبريطانية.
يوم عقاب المسلمين في بريطانيا
عقب انتشار هذه المنشورات العدائية، دعت منظمة Tell MAMA البريطانية المتخصصة في رصد حوادث الكراهية ضد المسلمين بضرورة الإبلاغ عنها، بحسب صحيفة The Guardianالبريطانية.
ماذا عن الشرطة؟ هل تقف دون حراك؟
“لا، لن نتسامح مع أي شكل من أشكال الكراهية!” هكذا أعلنت شرطة لندن، التي طلبت ممن يتلقَّى تلك الرسالة إبلاغ الشرطة بذلك لفتح تحقيق، وذلك في منتصف الشهر مارس/آذار.ثم أصدرت بياناً في 29 مارس/آذار، تؤكد اتخاذها تلك التهديدات على محمل الجد، والبدء في تدابير تحمي الضحايا المحتملين، ومحاسبة الجناة في هذا اليوم.
لكن العنف في تزايد فعلاً
الجميع يأخذ الأمر على محمل الجد، هل نطمئن؟ مع الأسف لا، فقد ارتفعت معدلات جرائم الكراهية ضد المسلمين في مدينة غلاسكو (أكبر مدن اسكتلندا وثالث أكبر مدن المملكة المتحدة) بحسب موقع Snopes.
على سبيل المثال، جاء أحدهم إلى طالبة بالمدرسة يطلب منها “أن يمزق حجابها!”، وآخرون قاموا باعتداءات لفظية وجسدية في الأماكن العامة.وقد أرجعت شرطة اسكتلندا هذا الارتفاع إلى منشورات “يوم عقاب المسلمين”، بحسب تقريرٍ لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، يوم 27 مارس/آذار 2018.
عقاب المسلمين بدأ قبل يوم عقاب المسلمين!
يوم عقاب المسلمين بدأ فعلياً قبل تلك الدعوات، وتحديداً يوم 20 فبراير/شباط 2018.
طالبة مصرية (تحمل الجنسية الإيطالية) تدرس الهندسة في بلدة بيستون في مدينة نوتنغهام، وتعيش مع أسرتها التي فضلت الانتقال لبريطانيا أملاً في حياةٍ أفضل، كان كل شيء طبيعياً حتى جاءت تلك الليلة المظلمة.
مجموعة نساء يجلسن في إحدى محطات الحافلات يقرِّرن أن يتسلين على فتاة عمرها 18 عاماً، نادينها بـ Black Rose أثناء مرورها، فقالت لهم دون أن تدرك ما سيحل بها “اسمي مريم”، وفجأة يبدأن بضربها وسلحها.
تذهب الفتاة لتلقي العلاج، لكن بعد ساعات تقرر المستشفى أن حالتها لا تستحق متابعة، وعليها المغادرة، لكنها ما إن عادت إلى المنزل حتى شعرت بألم شديد، لتكتشف الأسرة أنها تعاني من سكتة دماغية ونزيف داخلي بالدماغ والرئة.
مريم مصطفى عبد السلام، خضعت لـ 9 عمليات جراحية، وحاولت المقاومة، لكنها كانت أضعف من أن تتحمل كل هذا الأذى البدني، لتودع العالم للأبد، في 14 مارس/آذار 2018، وكان آخر ما تشاهده حولها هو أجهزة المستشفى وحزن أسرتها عليها.
الأسرة اتهمت السلطات البريطانية باللامبالاة والإهمال والعنصرية في حديثها مع موقعMiddle East Eye البريطاني، وذلك لعدم تحركها للقبض على المعتديات، رغم مرور أسابيع على الحادث، وإعلانها عدم وجود معلومات تشير إلى أنَّ الهجوم كان بدافع الكراهية.
إذن، يبدو أن الأمر جدي، وليس مجرد دعوات تنتشر على الإنترنت. التهديدات تلقى رواجاً من بعض الكارهين للمسلمين، الدول العربية تحذر رعاياها، والشرطة تتابع الأمر عن كثب.