الاربعاء 10 يناير 2018 20:47 م بتوقيت القدس
أشعل لاجئ سورية نفسه، اليوم الأربعاء، أمام مقر تابع للأمم المتحدة في مدينة طرابلس في شمال لبنان، احتجاجًا على قطع المعونان والمساعدات عن عائلته رغم حاجتهم الماسة إليها، بحسب ما قالت زوجته.
وأقدم رياض خلف زيبو (43 عامًا) وهو أب لأربعة أطفال على سكب البنزين على جسمه أمام مركز تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فأصيب بحروق بالغة نقل على إثرها الى المستشفى.
وقالت زوجته ناديا إنه أقدم على حرق نفسه بسبب "الفقر، لا مال معنا لنأكل وقد كثرت الديون علينا، يقضي زوجي معظم وقته في البحث عن عمل ليؤمن للعائلة طعام اليوم".
وأضافت "سابقًا كنا نعتمد على المساعدات، أما اليوم بعدما أوقفتها الأمم المتحدة عنا منذ نحو أربعة أشهر لم يعد هناك من يعيلنا"، لافتة الى أن زوجها "توجه مرات عدة إلى مركز اللاجئين لكنهم كانوا يقولون له لقد أغلقنا ولا يوجد لك شيء هنا".
وأصيب رياض الذي نقل إلى مستشفى السلام في طرابلس بحروق بالغة "طالت 35 في المئة من جسده"، وفق ما أوضح طبيبه المعالج، غبريال السبع.
وقال السبع إن حالة المصاب مستقرة حاليًا "إلا أنه يحتاج إلى علاج لا يقل عن شهرين بسبب الحروق العميقة من الدرجة الثالثة التي أصيب بها".
وتقيم العائلة التي نزحت من مدينة حلب في شمال سورية قبل أربعة أعوام في حي شعبي فقير في ضواحي مدينة طرابلس، ثاني أكبر مدن لبنان.
وأوقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قبل أشهر تقديم المساعدات الغذائية الى عشرين ألف عائلة كان يدعمها، مقابل منحها للعدد ذاته من العائلات الأكثر عوزًا.
ويستقبل لبنان حاليًا أقل من مليون لاجئ سوري، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يعيشون ظروفًا انسانية صعبة للغاية.
وبحسب دراسة نشرتها مفوضية شؤون اللاجئين في كانون الأول/ ديسمبر 2017 عن اللاجئين السوريين، تعيش "58 في المئة من الأسر في فقر مدقع" في لبنان، أي بأقل من مبلغ 2,87 دولارًا أميركياً للشخص الواحد في اليوم.
وتدعي السلطات اللبنانية أن وجود اللاجئين السوريين يزيد أعباء اجتماعية واقتصادية على لبنان، لكن منظمات دولية وغير حكومية تؤكد أن وجود اللاجئين يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، إذ يصرف اللاجئون المساعدات المالية التي يتلقونها في الأسواق المحلية.