الاربعاء 20 ديسمبر 2017 19:25 م بتوقيت القدس
كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس أن ما بين تسعة آلاف وعشرة آلاف مدني قتلوا في معركة استعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، وهي أرقام تفوق عشر مرات ما أعلن عنه رسميا، ولم تقر بها أي جهة سواء كانت القوات العراقية أو التحالف الدولي أو التنظيم.
وتقول الوكالة إن القوات العراقية أو التحالف مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 3200 مدني بالضربات الجوية والمدفعية وقذائف المورتر في الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2016 وحتى سقوط تنظيم الدولة في يوليو/تموز 2017.
والتحالف الذي لم يرسل أحدا إلى الموصل من أجل التحقيق، يقر بمسؤوليته عن مقتل 326 مدنيا فقط، وفق التحقيق الذي اعتمد على قوائم المشرحة وبيانات من منظمات غير حكومية.
ويقول كريس وودس وهو رئيس منظمة “إيروورز” المستقلة -التي توثق الضربات الجوية والمدفعية في العراق وسوريا وقدمت بياناتها لأسوشيتد برس- “إنه أكبر اعتداء على مدينة على مدى جيلين”.
وأضاف أن فهم ما جرى وكيف كان دور التنظيم سيساعد على إنقاذ الأرواح في المرات القادمة إذا ما وقعت، مشيرا إلى أن عدم الاهتمام بإجراء أي تحقيق أمر مخيب.
وإلى جانب “إيروورز”، حللت أسوشيتد برس معلومات حصلت عليها من منظمة العفو الدولية وجهاز الإحصاء العراقي وتقرير للأمم المتحدة، كما حصلت الوكالة من مشرحة الموصل على قائمة بأسماء 9606 قتلوا خلال عملية استعادة الموصل. ويعتقد أن المئات ما زالوا تحت الأنقاض.
وخلص التحقيق إلى وجود نحو عشرة آلاف قتيل، ثلثهم سقطوا بقصف جوي للتحالف أو للقوات العراقية، وثلث قتلوا بيد تنظيم الدولة، ولم يتم تحديد المسؤول عمن تبقى، لكن العدد الكلي للقتلى -وفق المشرحة- يفوق الأرقام الرسمية مرات عدة.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال لأسوشيتد برس إن 1260 مدنيا قتلوا في القتال، في وقت لم يقدم التحالف الرقم النهائي.
ويقول حاتم أحمد سرهيد -وهو أحد المسؤولين عن تعداد الضحايا- إن التحالف لم يرسل أحدا إلينا للسؤال عن أي بيانات.
ويقول الأميركيون إنهم لا يملكون الموارد لإرسال فريق إلى الموصل، وقد دافع المتحدث باسم التحالف توماس فييل عن خياراته العملياتية بالقول إن تنظيم الدولة هو الذي وضع المدنيين في دائرة خطر.
وأضاف “من دون ضربات التحالف ضد تنظيم الدولة، فقد تطول الحرب سنوات وربما عقودا”.
وتخلص وكالة أسوشيتد برس إلى أن تعجيل التحالف والحكومة العراقية في استعادة الموصل أسهم في مقتل أعداد كبيرة من المدنيين على يد محرريهم.
واستولى مقاتلو التنظيم على الموصل عام 2014 في عملية سيطروا خلالها على أجزاء واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وبعد ثلاثة أعوام خلفت العملية، التي نفذتها القوات العراقية لاستعادة ثاني أكبر مدينة بالعراق واستمرت تسعة أشهر، دمارا هائلا في أحياء الموصل.