الخميس 14 ديسمبر 2017 19:07 م بتوقيت القدس
شُيع أمس الأربعاء في الأردن الشيخ محمد فايز أبو شوشة إلى مثواه الأخير عن عمر ناهز التسعين عاما، وحضر جنازته مجموعة من أقاربه ورفقائه ومن تتلمذ على يديه، ونعاه أخوه فايز وتبعه أحد طلاب الشيخ في كلمة استذكر فيها علاقة أبو شوشة مع القرآن الكريم وتدريسه له.
توفي الشيخ أبو شوشة مساء يوم الثلاثاء 12/12/2017، وهو أب لسبعة أبناء، وهو يعد علما مميزا من أعلام التلاوة والتجويد، وكان قارئا في المسجد الأقصى المبارك سابقا، وفي الجامع الحسيني في عمّان، وكان إماما في مسجد كلية الشريعة في عمّان، وله تسجيلات صوتية للقرآن الكريم تم بثها مسبقا على إذاعة القرآن الكريم والتلفزيون الأردني.
للشيخ باع كبير في خدمة كتاب الله العزيز، فقد كان محكما في مسابقة حفظ القرآن الكريم التي تقيمها جمعية المحافظة على القرآن بالأردن، كما كان محكما في المسابقة العالمية للقرآن، أما صوته المتنقل بين “القرار وجوابه” في الطبقات الصوتية ونفَسه الذي يطول دون انقطاع فأعطاه نكهة مميزة في قراءته.
يذكر باسم سكجها، وهو أحد طلاب الشيخ الذين درسهم في مدرسة شكري شعشاعة، قائلا “دخل علينا أستاذ الدين الشيخ محمد أبو شوشة، وهو من أروع من أجاد ترتيل القرآن في تاريخنا المعاصر، لا أظنّ أنّ الحصّة ستكتمل، فالثلج سيملأ الطرق بعد قليل. نظرنا في وجوه بعضنا البعض، وإذا به يُكمل، المدير لا يريد أن يتّخذ قرار تعطيل الدراسة، وأنتم أحرار!”.
ويواصل سكجها حديثه على صفحته في فيسبوك “كان يدعونا إلى الثورة على المدير بطريقته، وخلال دقائق، كنّا نُغادر الصف والمدرسة، كلّ إلى بيته مشيا على الأقدام تحت ندفات الثلج الكثيفة التي تتراكم على الطرق والأدراج بسرعة. كانت تلك أوّل ثورة لنا على مدير المدرسة، وأوّل رحلة ثلجية مُبهرة لي من جبل عمان إلى جبل اللويبدة”.
وعند حافة قبره بعد دفنه في مقبرة أم الحيران في العاصمة عمّان، يذكره الشيخ إبراهيم العلامات بمناقبه الكثيرة، ويذكر أنه كان رفيقا للقرآن ذا صوت حسن، يحرص على أداء العمرة، ولم يمنعه عن أداء عمرته الأخيرة قبل ثلاث سنوات إلا بعض الأمراض التي ألمت بجسمه.