الاثنين 13 نوفمبر 2017 19:47 م بتوقيت القدس
يمتلئ الإنترنت بمجتمعات شبكات التواصل الاجتماعي في العديد من المواقع المشهورة، بما فيها "تويتر" و"إنستغرام" و"تمبلر". هناك ثلاثة وسوم وهي #Ana و#Sue و#Cat، وتعني على التوالي فقدان الشهية والرغبة بالانتحار وإيذاء النفس.
عبر البحث في هذه الوسوم، تبين أن المستخدمين عبر الإنترنت معرَّضون لمستنقعٍ من المنشورات، لأشخاص يعيشون هذه الأمراض والمشاكل النفسية التي تعبر عنها الوسوم. فعلى إنستغرام، يمكنك أن تجد صور لمستخدمين مزقوا أيديهم للتو، وتأتي ملحقة بوسم #Cat، أي إيذاء النفس.
في دراسة لجانيس ويتلوك وجين باورز وجون إكينرود من جامعة كورنيل، تبيّن أن الرسائل المتعلقة بإيذاء النفس كانت تتكرر أكثر عند الإناث الاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و20 عاما.
مع كثرة دخول الشباب إلى شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن أن تصبح العضوية في هذه المجتمعات الافتراضية أمرًا مقلقًا. ففي مقابلة مع فرانك كونلين، وهو طبيب نفسي شبابي في عيادة الجامعة في بازل، ناقش كيف أن الأعضاء الشباب تحديدًا، غير محصنين في هذه المجتمعات:
"إن الشباب الذين يتسمون بالهشاشة، وربما عاشوا مسبقًا تجربة إيذاء النفس، يمكن أن يُحفَّزوا بشكل كبير من هذا النوع من الأشياء، وأن يتشجعوا على إيذاء أنفسهم مرة أخرى. عندما يتم تفخيم إيذاء النفس أو، في هذه الحالة، وضعها ضمن طقوس تكاد تكون دينية، تحظى بالتالي بتقدير إيجابي، فإن المخاطر تصبح أعلى بكثير".
بيّنت دراسة ويتلوك أن التفاعلات الافتراضية يمكن أن تقلل من العزلة الاجتماعية لدى المراهقين، بحكم أن عملية التفاعل تمكِّنهم من التواصل بسهولة مع الآخرين. ويمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أن تعمل مجموعة دعم افتراضية، حيث يحظى فيها المستخدمون بالمساعدة الفورية.
ولكن يمكن أن تطغى الآثار السلبية على النتائج الإيجابية، فقد كشفت دراسة ويتلوك أيضًا، أن المشاركة في رسائل إيذاء النفس عبر الإنترنت يمكن أن تجعل من عملية إيذاء النفس أمرًا عاديًا، وتشجع عليها أيضًا، كما يمكن أن تعلم الأفراد الضعفاء أساليب لإخفاء سلوكات إيذاء النفس. وعادةً ما يتبادل المستخدمون ضمن هذه المجتمعات الافتراضية الفرعية أساليب إيذاء مختلفة أيضًا.
وفي دراسة أجرتها كارلا زدانو وبيانكا رايت، من قسم الصحافة والإعلام والفلسفة من جامعة نيلسون ملنديلا، بحثت في منشورات المستخدمين في مجموعتي للإيمو على "فيسبوك". ووجدوا أن "إيذاء النفس" كان يناقش كثيرًا، حيث يعبر المراهقون بحرية عن أساليبهم المخلتفة فعل هذا السلوك.
تعي مواقع مثل إنستغرام، البيئة الخطيرة التي صنعها مستخدموهم. فعند البحث عن وسوم مثل #Sue، تبرز على الشاشة "تنبيه من المحتوى"، وتقول: "انتبه، قد تحتوي هذه المنشورات على صور. للمزيد من المعلومات والدعم حول الانتحار وإيذاء النفس إنقر على زر معرفة المزيد". تُظهر الملاحظة رابطًا لموقع "بيفريندرز وورد وايد" Befrienders Worldwide، وهو موقع يقدم الدعم العاطفي لمنع الانتحار. ويمكن للمستخدمين بعد ذلك الاختيار بين عرض المنشورات وتغيير موضوع بحثهم.
يحدد موقع إنستغرام أنواع الصور والفيديوهات التي "تصلح" للنشر في قوانين مجتمعهم، وتشير تحديدًا إلى أن إضرابات الأكل وإيذاء النفس غير مرحب بها في مجتمعهم.
كما أجرت ميغان مورينو، في معهد سيتل لأبحاث الأطفال، وزملاءها، دراسة، وجدوا خلالها 10 وسوم على إنستغرام ترتبط بإيذاء النفس غير الانتحاري. وصل البحث عن إحدى الصور الرائجة التي تحدد الكلمات المفتاحية للأمراض النفسية معنونة بـ #MySecretFamily إلى أكثر من 1.5 مليون بحث.
تبرز في ثلث الوسوم المرتبطة بإيذاء النفس غير الانتحاري فقط نافذة تحذيرية، مما يعني أن غالبية محتوى هذا الموضوع يسهل الوصول إليه بالنسبة لجميع مستخدمي موقع إنستغرام، وبغض النظر عن العمر أو الاستقرار النفسي.
في مقابلة مع إي ستار رياليتي، وصفت فتاة بعمر 15 سنة من الدنمارك، والتي غيرت اسمها لحماية هويتها، علاقتها مع المجتمعات الافتراضية:
"يعني هذا المجتمع أنني أستطيع التعبير عن نفسي، والحديث مع الناس الذي يشعرون بنفس ما أشعر به من حول العالم. في بعض الأحيان نرفع معنويات بعضنا البعض، وفي أحيان أخرى نجرف بعضنا في ذلك الثقب الأسود الكبير الذي يدعى: الكآبة".
بغض النظر عن النتيجة أكانت سلبية أم إيجابية، يدخل الناس في هذه المجتمعات الافتراضية. ولكن يمكن أن تلعب المواقع، مثل إنستغرام وتويتر، دورًا أكبر في توفير مصادر الصحة النفسية والمعلومات الدقيقة لمستخدميهم.