الخميس 19 اكتوبر 2017 21:07 م بتوقيت القدس
بالرغم من أن رسم صور الإنسان أو نحته على جدران المغارات هو تقليد قديم كان قد رافق الثقافة البشرية منذ آلاف السنين، لكن التقطت أول صورة فوتوغرافية للبشر في عام 1838 وفي بولفار دو تمبل بفرنسا تحديداً، ويظهر فيها رجلان أحدهما يلمِّع حذاء الآخر.
قام آنذاك لويي داجر الرسام والمخترع الفرنسي بالتقاط صورة لبولفار دو تمبل مستخدما تقنية جديدة اخترعها بنفسه قبل عام وسميت لاحقا بـ"الداجيرية" تكريما لمخترعها، وهي أول تقنية ناجحة لالتقاط صور يمكنها أن تبقى صامدة لفترة طويلة.
استخدم لويي داجر ألواحا معدنية مفضضة وعرَّضها لبخار اليود ليجعلها أكثر حساسية مقابل الضوء ومن ثم وضعها في كاميرا وحصل على صور من الأشياء. كانت هذه التقنية تحتاج من 15 إلى 30 دقيقة من الوقت لالتقاط كل صورة وهذا ما جعلها صالحة لتصوير الأشياء الثابتة فقط.
التقط داجر صورته الخالدة من بولفار دو تمبل مستخدما تقنيته البطيئة وهذا ما جعل الشارع الممتلئ يبدو وكأنه خال من المارة، لكنّ الرجلين في أسفل يسار الصورة اللذين كانا ثابتين لفترة طويلة لانشغالهما بتلميع حذاء أحدهما بقيا خالدين في أقدم صورة فوتوغرافية يظهر فيها البشر.
بالرغم من أن صورة داجر هي الصورة الأقدم التي يظهر فيها #البشر لكنها ليست الصورة الأقدم في تاريخ التصوير الفوتوغرافي. وقد كان جوزيف نيسه فور نيبس المصور والمخترع الفرنسي قد التقط أول صورة 12 عاما قبل صورة داجر. التقط نيسه فور نيبس في عام 1826 صورة لإصطبل وعش حمام في منطقة سان لوب دو فارنيس في منطقة بورجوني في فرنسا، وهي الصورة الأولى والأقدم على الإطلاق.