الاربعاء 18 اكتوبر 2017 17:11 م بتوقيت القدس
رصد علماء الفلك لأول مرة حدثا فلكيا نادرا تمثل في تصادم نجمين نيوترونيين، وتم اكتشاف ذلك من خلال أمواج عبر نسيج الزمكان ووميض أنصع من مليار شمس, وهو ما سيفتح آفاقا جديدة للعلوم.
والنجوم النيوترونية هي نوع من البقايا التي تنتج عن الانهيار الجاذبي لنجم ضخم في مستعر أعظم، ويتكون بشكل خاص من النيوترونات، وكثافته هائلة جدا وحرارته عالية.
وفي هذا الحدث الاستثنائي الذي وقع على بعد 130 مليون سنة ضوئية، دار نجمان نيوترونيان شديدا الكثافة نحو بعضهما ثم تصادمها بعنف وانهارا فورا ليشكلا ثقبا أسود، ونتج عن الانفجار تحرير كمية هائلة من الطاقة والمادة.
ويعد هذا الحدث من أهم الاكتشافات الفلكية في عصرنا، كما أنه يجيب عن بعض الأسئلة الأساسية عن الكون ويثير اكتشافات أخرى في المستقبل، وسيكون لهذا الرصد آثار بعيدة المدى بالنسبة للعلماء عبر مجموعة من المجالات المختلفة.
وقد لوحظ الحدث الفعلي لأول مرة من قبل مرصدي "ليغو" لأمواج الجاذبية في أغسطس/آب، وتم تنبيه علماء الفلك في أنحاء الأرض، وفي غضون ساعات كان سبعون من أجهزة الرصد الأرضي والفضائي -بما في ذلك التلسكوبات القادرة على رصد أشعة غاما والأشعة السينية والضوء المرئي والإشارات اللاسلكية- مسلطة لمتابعة الحدث الذي أصبح أول حدث "يُشاهَد" عبر أمواج الجاذبية والضوء.
وبعد أن بدأ النجمان يقتربان من تصادمهما كانت جميع تلك العيون الميكانيكية مصوبة على نقطة واحدة في الفضاء، والتقطت كمًّا هائلا من البيانات التي يمكن أن تغير فهمنا لكيفية عمل الكون.
ومن المثير أن البيانات التي جمعها العلماء كشفت أن المواد الثقيلة -مثل الذهب والبلاتينيوم اللذين لم يكن العلماء يعرفون أصولهما- كانا على الأرجح منتجا جانبيا لهذا التصادم. ويقدر العلماء الآن أن نحو نصف الذهب على الأقل الموجود في الكون تكون في أحداث مشابهة.
لكن الذهب لم يكن وحده الخبر الأهم في هذا التصادم الفلكي، وذلك أن تصادم النجمين النيوترونيين ولَّد أمواج جاذبية تم اكتشافها على الأرض من خلال مرصدي "ليغو" في الولايات المتحدة، الأمر الذي عزز أكثر صحة توقعات آينشتاين قبل قرن من الزمان.