الخميس 10 اغسطس 2017 14:04 م بتوقيت القدس
في ظل الأنباء الواردة عن قرب انتهاء الأزمة الخليجية وكبح جماحها والتوصل إلى اتفاقات مبدئية، والمساعي الحثيثة التي بذلتها عديد الدول وخاصة المبادرة الكويتية في الآونة الأخيرة والتدخل الأمريكي الداعم للمبادرة دليل على جدية انهاء الأزمة وارجاع العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج.
حيث كان صباح الخامس من حزيران الماضي يحمل الأخبار المفاجئة والصادمة لدولة قطر بإعلان كلا من السعودية والامارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة واغلاق الخطوط الجوية والبرية أمامها.
وما كان يدلل على نوايا الدول بقطع علاقاتها هو اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية ونسب تصريحات كاذبة إلى الأمير تميم وبثها عبر وسائل الاعلام التابعة لها بالرغم من اصدار بيان رسمي يعلن اختراق وكالة الأنباء ونفي تلك التصريحات.
دول الحصار قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة بتهمة تمويل الارهاب، الأمر التي نفته الأخيرة واعتبرته عاري عن الصحة، حيث قدمت دول الحصار قائمة ب 13 مطلبا على قطر تنفيذها والالتزام بها لرفع الحصار وارجاع العلاقات.
قائمة المطالب شملت اغلاق قناة الجزيرة وايقاف تمويل الارهاب و تحييد علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، تلك المطالب كان رد الجهات المسؤولة من قطر أنها غير واقعية وغير مقبولة وهي تدخل في الشؤون الداخلية.
مساعي دول الحصار للضغط على قطر باءت بالفشل حيث سارعت الدوحة بتلقي الدعم لموقفها من عديد الدول الأوربية، كما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها ترفض الحصار ودعت إلى إنهاء الأزمة في ظل توارد وتسريبات لبعض المعلومات أن ترامب وراء قطع العلاقات حين طلب من دول الحصار ايقاف تمويل الارهاب ووجه الزعماء العرب أصابعهم نحو قطر.
ومع زيادة أيام الحصار سارعت العديد من الدول لإنهاء الأزمة الخليجية، حتى قدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مبادرة جديدة لحل الأزمة بين قطر والدول العربية.
وأوضحت المصادر أن مبادرة الكويت الجديدة تشمل خمسة بنود، على رأسها تقليص التحريض في شبكة الجزيرة ونشر التقارير عن مصر والسعودية.
الحصار على قطر لم يؤثر عليها كثيرا حيث تلقت الدعم المادي والعسكري من ايران وتركيا ما جعل موقفها أكثر قوة في وجه المطالب ال13 من دول الحصار.
وسبق وذكرت اشنطن بوست الأميركية إن حصار قطر لم يحقق أهدافه، وأكدت أن دول الحصار بالغت في تقديراتها لمدى قدرتها على التأثير في الدوحة ولم تكن تتوقع صمودها أمام كل الإجراءات التي أعلن عنها قبل أكثر من شهر.
واعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان "فوضى ملكية" أن الحصار وبدلا من أن يتسبب في عزل قطر عزز علاقات الدوحة بقوى إقليمية في المنطقة وفي مقدمتها تركيا وإيران. وأشارت إلى أن تموين قطر بالحاجيات الغذائية ومختلف المواد مستمر عبر مطار الدوحة ومينائها.
وفي ذات السياق، أعلنت مصادر مطلعة أن هناك مشروع حل جدياً للأزمة الخليجية، وما يجري تداوله الآن في عدد من العواصم المعنية هو "إعلان مبادئ نهائية مع بعض التفاصيل الخاصة بحلحلة عقد معينة".
وأكدت المصادر لصحيفة "القبس" الكويتية، الخميس، أن هناك ضمانات قُدمت لأطراف الأزمة على أن تكون كويتية وأمريكية – أوروبية معاً إذا اقتضى الأمر
وقال مصدر مطلع للصحيفة: "إن موفدي وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى منطقة الخليج يسعيان إلى صرف الدول المقاطعة لقطر عن قائمة المطالب الـ13 التي سبق أن تقدمت بها في بداية الأزمة، وردت عليها الدوحة بالرفض.
وأضاف المصدر: "هناك بحث في خريطة طريق تضع في الاعتبار المبادئ الستة التي وضعتها دول المقاطعة لتسوية الأزمة، ومنها مكافحة الإرهاب وتمويله".
والموفدان اللذان كانا حطّا في السعودية قبل قطر، يضطلعان، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية، بمهمة عنوانها "ضرورة لجم التصعيد وإيجاد تسوية للأزمة"، وهما يسعيان- بحسب الصحيفة- خلال جولتهما على دول مجلس التعاون إلى خفض سقف مواقف طرفي النزاع، بما يلاقي المساعي الكويتية الحثيثة والمتجدّدة.
وكشفت المصادر أن "موفدي تيلرسون جسّا نبض الدول المقاطعة لقطر حيال إمكان تخلِّيها عن قائمة المطالب الـ13 التي سبق أن تقدمت بها في بداية الأزمة، من جهة، ومدى استعدادها من جهة أخرى، للبحث في خريطة طريق جديدة للتسوية لا تبتعد عن اتفاق 2014 لكن مع ضمانات والتزامات".
وفي هذه الأنباء يبقى السؤال.. من سينتصر مع قرب انتهاء الأزمة الخليجية؟