الاحد 30 يوليو 2017 20:42 م بتوقيت القدس
عند حدود الحرم المكي، يبدأ اللقاء الأول بين ماء زمزم والحجاج، حيث يقوم شبان مكيون باستقبالهم في الحافلات وتوزيع عبوات ماء زمزم بلاستيكية، تعتبر القطرة الأولى لسلسلة عبوات تتدفق على الحجاج في مساكنهم على مدار اليوم، في تقليد مهني، يقوم به أهل السقاية أو الزمازمة منذ أكثر من 14 قرناً.
اكتسبت السقاية أهميتها بسبب شح المياه في المدينة المقدّسة، ويعود تاريخها إلى ما قبل #الإسلام، حيث كانت محصورة حينها في نسل عبد المطلب، جد النبي محمد، وعند فتح مكة أوكلها النبي إلى العباس بن عبد المطلب، وظلت في نسله فترة طويلة حتى انتقلت إلى آل الزبير وظلت فيهم فترة، ونظراً لكثرة الحجاج أشركوا معهم غيرهم في العمل، حيث تشرف بمهنة سقاية الحجاج، عدد كبير من الأسر المكية والذين يعرفون حالياً بالزمازمة.
وقال عبدالهادي عبدالجليل الزمزمي، رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد، إنه "قبل انتشار برادات وترامس ماء زمزم في الحرم_المكي، كانت عائلات الزمازمة منتشرة في الحرم، حيث كان لكل عائلة مكان يدعى (الخلوة) يضعون فيه أوانيهم المكونة من الأزيار المغربية، والدوارق (القارورة الفخارية) والأواني النحاسية، وذلك لسقاية الزائرين والطائفين"، مشيراً في حديثه لـ"العربية.نت" إلى أن المطوفين كانوا يقومون بالتنسيق مع الزمازمة لتوفير المياه للحجاج في مساكنهم أيضاً.
وأشار عبدالهادي إلى أن الزمازمة كانوا ينقلون ماء زمزم في "القرب" بواسطة السقاة، ثم يضعونه في أزيار وهي عبارة عن أوعية فخارية كبيرة تشبه الخزان، وكان لديهم دوارق كانوا يقومون بتبخيرها بـالمستكة ليكتسب الماء رائحة جميلة، ومن ثم يملؤون هذه الدوارق ليقوم أبناء الزمازمة الذين كان لديهم لباس تقليدي مكون من البقشة والعمامة والسديرية، بتقديمها للحجاج في أوعية نحاسية.
وأوضح عبدالهادي أن هذا التقليد استمر لسنوات، حتى العام 1982 ميلادية، حيث صدر أمر ملكي بأن تكون سقاية الحجاج داخل الحرم المكي من مهام رئاسة_الحرمين، فيما تم تجميع كافة العائلات التي تعمل في مهنة السقاية، تحت مظلة واحدة، وهو "مكتب الزمازمة الموحد" وأوكل إلى المكتب مهمة سقاية الحجيج وإيصال ماء زمزم إلى مساكنهم يومياً.
وقال عبدالهادي الزمزمي إن مكتب الزمازمة يقوم بحملات توعوية دورية للحجاج، بأن ليس هناك ضرورة لجلب ماء زمزم من الحرم، حيث إن الزمازمة يوفرون للحجاج في مساكنهم، ماء زمزم مجهّزاً، وذلك على مدار اليوم، مشيراً إلى أن أكثر من مليوني حاج من الخارج، ومن وقت وصولهم حدود الحرم المكي، يدخلون ضمن مسؤولية "مكتب الزمازمة الموحد" مسؤولية تامة، والذي يوفر لهم ماء زمزم حتى مغادرتهم المشاعر المقدسة.