تحدثت تقارير غربية عن تحركات روسية مكثفة تهدف إلى إخلاء قواعدها العسكرية في سوريا، وذلك بالتزامن مع سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. شركة ماكسار، المختصة بالتصوير الفضائي عبر الأقمار الاصطناعية، نشرت مجموعة من الصور الحديثة التي أظهرت بدء روسيا تجميع معداتها العسكرية في قاعدة جوية بسوريا.

الصور أوضحت وجود طائرتين من طراز أنتونوف AN-124 معدتين لتحميل هذه المعدات في قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية. كما ظهرت عمليات تفكيك مروحية قتالية من نوع كا-52، يُعتقد أنها تُجهز للنقل، بالإضافة إلى تقارير عن تفكيك جزء من منظومة الدفاع الجوي إس-400 ضمن الموقع ذاته. رغم ذلك، تُظهر التقارير أن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس لم تشهد تغييرات كبيرة، حيث لا تزال فرقاطتان تابعتان للأسطول الروسي موجودتين قبالة المنطقة. ولكن مصادر ألمانية أشارت إلى أن وحدة البحرية الروسية في البحر المتوسط غادرت ميناء طرطوس بالفعل، وسط استعدادات مكثفة لإخلاء القواعد الروسية بالكامل. مراسل القناة البريطانية الرابعة رصد قافلة تضم أكثر من 150 مركبة عسكرية روسية تتحرك على أحد الطرق السورية، مشيرًا إلى تنظيمٍ واضح ومؤشرات على اتفاق يسمح بخروجٍ منظم للقوات الروسية. هذه التحركات تأتي في سياق تغييرات كبرى تشهدها الساحة السورية بعد انهيار نظام الأسد، مما يطرح تساؤلات عن مستقبل النفوذ الروسي في البلاد. التواجد العسكري الروسي في سوريا يتمثل في عدة مواقع استراتيجية:

- قاعدة طرطوس البحرية: تشمل قطعًا من أسطول البحر الأسود وتُعتبر الموقع الوحيد لروسيا للإصلاح والتجديد في البحر المتوسط. تأسست عام 1977 وشهدت توسعات واضحة منذ 2012، مع قدرة على استيعاب الغواصات النووية الروسية.

- قاعدة حميميم الجوية: تقع قرب اللاذقية وتعد أول قاعدة جوية دائمة لروسيا خارج دول الاتحاد السوفيتي السابق، استخدمتها روسيا لشن غارات عسكرية ونقل مقاتلين إلى أفريقيا.

- قاعدة منبج العسكرية: تم الاستيلاء عليها بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2019.

- قاعدة كوباني العسكرية: وظيفتها الأساسية هي مراقبة وقف إطلاق النار بين تركيا وسوريا بعد اتفاق 2020. وفق مصادر سورية، تمتلك روسيا نحو 21 قاعدة و93 نقطة عسكرية منتشرة في أنحاء البلاد.

وفي سياق التطورات، صرّح مسؤول أمني سوري من خارج قاعدة حميميم الجوية أن طائرة شحن روسية غادرت القاعدة متجهة إلى ليبيا، ومن المتوقع مغادرة المزيد من الطائرات خلال الأيام المقبلة.

الكلمات الدلالية :